أوقفت الأجهزة الأمنية الأمريكية رئيس مكتب ''سي أي إيه'' السابق والإطار السامي بسفارة واشنطنبالجزائر ''أندرو وارن'' في مقاطعة فرجينيا بمدنية ''نورفولك'' أول أمس، من أجل تقديمه أمام العدالة للمحاكمة في 21 جوان من الشهر المقبل في قضية اغتصاب سيدتين جزائريتين بمقر إقامته سنة 2008 . وأكد الناطق الرسمي باسم كتابة الدولة للأمن بمدينة ''نورفولك'' كريستوفر اموس نقلا عن صحيفة ''الواشنطن بوست'' التي أوردت الخبر ''أنه جرى توقيف اندرو وارن بتهمة الاستغلال الجنسي لمواطنتين جزائريتين''، من قبل فريق عمل المحققين ليلة هذا الاثنين''، مضيفا أنه قد تم تسليمه إلى وكلاء الأمن الدبلوماسي تحضيرا لمحاكمته المرتقبة في 21 جوان المقبل''. وأشار المصدر ذاته إلى أن عملية الاعتقال جاءت في ظروف عادية ولم يحدث أي رد فعل سلبي من قبل المسؤول السابق ل''سي أي إيه''. وقد استدعت المحكمة الفدرالية الأمريكية العام الماضي رئيس مكتب الاستخبارات الأمريكية السابق والإطار السامي بسفارة واشنطنبالجزائر أندرو وارن للتحقيق معه في قضية الاغتصاب التي رفعت ضده بناء على شكوى أودعتها جزائريتين قبل أن يتقرر فصله من وكالة الاستخبارات الأمريكية في مارس 2009 . وكانت الضحيتان قد تقدمتا بشكوى لسفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر العام الماضي، لم يسمع بها الرأي العام الوطني إلا بعدما أثارتها يومية ''الواشنطن بوست'' الأمريكية، التي نشرت الخبر ضمن تقرير مفصل خاص بالقضية أعده المحقق ''سكوت بانكر''، العامل بمحكمة كولومبيا، بعد إيفاده لمساعدين له إلى كل من ألمانيا وإسبانيا، حيث تقيم الضحيتان بغرض الاستماع لأقوالهما، قبل أن يقرر منع ضابط المخابرات من العودة إلى منصب عمله بالجزائر. وتقول الضحية الأولى، وهي جزائرية مزدوجة الجنسية تحمل كذلك جواز سفر ألماني، أنها كانت تشرب الخمر في حفل أقيم بمقر إقامة المتهم بحيدرة، حيث أحست فجأة بدوار فقدت على إثره وعيها بالكامل، لتجد نفسها بعد أن استفاقت عارية تماما فوق سرير، وأحست بأن وارن قد مارس عليها الجنس أثناء غيابها عن الوعي لكن دون تتذكر أي شي بسبب المخدر الذي أفقدها الوعي وقالت إنها متأكدة من أنها تناولت مخدرا على أساس أنها تعرف مفعول الخمر ووقعت الحادثة خلال شهر رمضان بإقامة ممثل المخابرات الأمريكيةبالجزائر. أما الضحية الثانية جزائرية مزدوجة الجنسية هي الأخرى، تزوجت قبل سنوات مع صحافي إسباني يعمل لدى وكالة أنباء إسبانية ويشتغل بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث كانت دائما في تنقل مستمر بين القاهرة ومدريد وأحيانا إلى بيت العائلة في الجزائر العاصمة. وحسب مصادر إعلامية أمريكية فإنها تبلغ من العمر 36 عاما، تعرفت على الضابط الأمريكي في حفل رسمي للسفارة الأمريكيةبالقاهرة قبل سنوات عندما رافقت زوجها الصحفي الإسباني إلى الحفلة ومع تعدد لقاءاتها مع الضابط أندرو وارن الذي تمكن من تجنيدها كمخبرة قبل تعيينه في الجزائر أصبحت هذه الأخيرة في تنقلات كثيرة إلى الأهل في الجزائر وللقاء ممثل المخابرات الأمريكية الذي تمكن من تحويلها إلى مجندة معه ضمن جهاز ''السي أي إيه''. وذكرت الضحية الثانية في الشكوى التي أودعتها لدى سفارة أمريكا بالجزائر أنها شربت مشروبا وزعه عليهم الضابط أندرو وارن وبعد فترة وجيزة أحست بأنها مريضة قبل أن تفقد الوعي ولما استفاقت وجدت نفسها تعرضت للاغتصاب من قبل المتهم. ولم يستبعد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، في تصريح عقب تفجير القضية أن تكون الحادثة تخفي وراءها مساومات لتجنيد الضحيتين لصالح المخابرات المركزية الأمريكية، التي برر تواجدها على التراب الوطني بداعي التنسيق مع مصالح الأمن لمحاربة الإرهاب.