أكدت وزارة العدل الأمريكية أمس الثلاثاء أن الرئيس السابق لمكتب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في الجزائر أقر بالذنب في جريمة اغتصاب الجزائريتين العاملتين بالسفارة الأمريكيةبالجزائر، وأقر أيضا باستخدام مخدر الكوكايين، الجريمة التي دارت تفاصيلها في بيته عام 2008 في الجزائر العاصمة وتقدمت على إثرها العاملتان بشكوى ضده. وأضافت أن أندرو وارين البالغ من العمر 42 عاما اعترف بارتكابه اتصالا جنسيا غير مشروع مع المرأة الجزائرية بعدما أعطاها مخدرا في 17 فيفري 2008 داخل مبنى للسفارة الأمريكية في الجزائر العاصمة. وفي العام الماضي قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تحقق في مزاعم بأن رئيس مكتب وكالة المخابرات المركزية في الجزائر اغتصب امرأتين مسلمتين بعدما وضع لهما مخدرا في المشروب. كما اعترف وارين أيضا بأنه استخدم الكوكايين بتاريخ 26 أفريل أثناء حيازته لبندقية نصف آلية في ''نورفولك'' بولاية فرجينيا. وبذلك يواجه وارين عقوبة السجن عشرة أعوام وغرامة 250 ألف دولار وأن يبقى تحت إفراج مشروط مدى الحياة، كما سيسجل على أنه خطر في مجال الجرائم الجنسية لمدة 25 عاما على الأقل. فيما أوضحت مصادر قضائية لشبكة ''سي ان ان'' أن القاضي أرجأ النطق بالحكم حتى التاسع من سبتمبر المقبل. وحسب المعلومات التي أوردتها كل من محطتي ''سي أن أن '' و '' أي بي سي '' الأمريكيتين عن مسؤولين كبار في الشرطة فإن الضحيتين أدليتا شهر سبتمبر الماضي باعترافات تحت القسم مفادها أنهما تعرضتا للاغتصاب بعد التخدير من قبل مسؤول مكتب ''سي آي أي '' بالجزائر الذي يدعى اندرو واران. وأكد الناطق الرسمي باسم السفارة الأمريكيةبالجزائر في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية أن المسؤول المذكور قد ''غادر الجزائر نحو واشنطن وباشرت الحكومة الأمريكية دراسة حالته''، فيما قال متحدث باسم كتابة الدولة للشؤون الخارجية روبرت وود لوسائل إعلام بواشنطن إن ''الولايات المتحدة تأخذ بجدية كل اتهام عن سوء تصرف يتعلق بطواقمها في الخارج''، موضحا أن ''الشخص المعني عاد إلى واشنطن وأن الحكومة تدرس هذه القضية''. فيما أصدر مدير مكتب الاتصالات في وكالة الاستخبارات الأميركية بيانا أكد فيه أن ''الوكالة تأخذ الأمر بجدية وستتابع كل شبهة تتعلق بعمل فاحش''، لكنه رفض تأكيد فتح تحقيق حاليا في الوقت الذي أكدت فيه وسائل إعلام أمريكية أن القضاء الأمريكي كان قد فتح تحقيقا حول القضية التي تعد الأولى من نوعها. وبالعودة إلى ملابسات القضية، قالت محطة التلفزيون الأمريكية ''أي بي سي'' إن ''الضحية الأولى قالت للشرطة إنها التقت بالموظف في السفارة الأميركية، وإنه اصطحبها إلى منزله وهناك اغتصبها''، أما الضحية الثانية فأكدت ''أنها تناولت مخدرات بدون علمها ثم تعرضت للاغتصاب في منزل الموظف الأمريكي''، وأضافت المحطة نقلا عن مصادرها أن ''أشرطة الفيديو التي عثر عليها المحققون تظهر إحدى السيدتين نصف فاقدة الوعي''، كما تم العثور أيضا على ''أكثر من 12 شريط فيديو تظهر هذا الموظف وهو يمارس الجنس مع نساء أخريات و هو الأمر الذي شجع وزارة العدل على التوسع في تحقيقها لتشمل بلدا عربيا آخر على الأقل وهو مصر، حيث عمل الموظف المعني في وقت سابق''. ونفس المعلومات نقلتها محطة ''سي ان ان'' مشيرة إلى أن ''المحققين اكتشفوا أيضا في منزل مسؤول الوكالة بالجزائر''حبوبا'' مخدرة بشكل يؤكد الشهادات التي قدمتها الضحيتان.