فضل المئات من ممارسي الصحة العمومية والأطباء الأخصائيين من مختلف ولايات الوطن الاحتفال بذكرى عيد العمال، أمس، من خلال تنظيم تجمع ومسيرة سلمية داخل مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة تعبيرا عن تذمرهم من الأوضاع المهنية والاجتماعية التي يعيشونها. اختار ممارسو الصحة العمومية ذكرى عيد العمال لتجديد احتجاجهم، حيث نظموا أمس اعتصاما بمستشفى باشا الجامعي ضم مئات الأطباء الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، احتجاجا على رفض السلطات تلبية مطالبهم المرفوعة. وسار هؤلاء في مسيرة داخل أروقة المستشفى انتهت عند مدخله الرئيسي حيث كان بانتظارهم قوات مكافحة الشغب، وقد تعالت أصوات الأطباء المحتجين بشعارات طالبوا فيها برحيل وزير الصحة سعيد بركات الذي قالوا إنه فشل حسبهم في تسيير شؤون القطاع الصحة، وحملوا شعارات كتب عليها فالقانون الخاص مرفوضف للتعبير عن تمسكهم بموقفهم الرافض للقانون الخاص بعمال القطاع. واستمر اعتصام الأطباء داخل ساحات المستشفى قرابة الثلاث ساعات قبل أن يغادروا المكان في حدود الساعة الواحدة زوالا. من جهته، قال الدكتور يوسفي رئيس نقابة الأطباء الأخصائيين إن ذكرى عيد العمال هي ذكرى للاحتجاج على التضييق الممارس على الحق النقابي والأوضاع المهنية والاجتماعية المزرية التي يعيشها الموظف الجزائري عكس باقي عمال العالم، مشيرا إلى أن الدول الأخرى تحتفل بذكرى عيد العمال وهي تكرس مبدأ احترام حقوق العمال، إلا أن السلطة في الجزائر تقوم بعكس ذلك إذ تعمل على سحق المستخدمين. النقابة تحذّر من فرار أغلبية الأخصائيين إلى الخارج في سياق مغاير، حذّر يوسفي من الأوضاع التي آلت إليها الحريات النقابية بالجزائر، وقال إن هذه الأخيرة عرفت، حسبه، في السنوات الحالية تدهورا لم يسبق له مثيل منذ حوالي 20 سنة. وأضاف المتحدث أن الأطباء احتفلوا أمس بذكرى عيد العمال وهم في طريق مسدود، وهو الشأن لجميع عمال الوظيف العمومي الذين وصلوا إلى طريق مسدود مع السلطة مما أصبح يهدد بانفجار الجبهة الاجتماعية. وأشار يوسفى إلى وجود نقص فادح في الأطباء الأخصائيين عبر مختلف مستشفيات الوطن، إذ إن أغلبيتهم فروا إلى الخارج بسبب تدني الظروف المهنية والاجتماعية خاصة ما تعلق بالأجور التي قال عنها إنها لا تضاهي حتى أجر سكرتيرة في القطاع الاقتصادي، مضيفا أن هناك عملية تفريغ للقطاع العام من الكفاءات وتوجيهها إلى القطاع الخاص الموجود أيضا في وضع لا يحسد عليه. وفيما يخص الحركات الاحتجاجية المقبلة، قال الدكتور إلياس مرابط، رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية، إن النقابتين ستجتمعان الاثنين المقبل مع نقابتي الصحة في إطار كنفدرالية النقابات الجزائرية لتحديد رزنامة الاحتجاجات المقبلة. كما كشف في هذا الشأن عن مشاورات تجريها نقابتا الصحة مع نقابات التربية لبحث سبل التوحد والذهاب إلى احتجاج موحد قريبا. وأضاف في السياق نفسه أن تجربة نقابات الصحة والتربية أثبتت للنقابات المستقلة أنها مضطرة لتوحيد صفوفها لمواجهة السلطات.