قال رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة، إن مسألة الصلح مع مصر ليست من صلاحياته وإنما من صلاحيات الحكومة الجزائرية، وهو مستعد لإقامة الصلح في حالة تلقيه الضوء الأخضر من السلطات العليا في البلاد، وهذا رغم توتر العلاقة بينه وبين رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر· وأكد روراوة في الحوار الذي خص به جريدة الدستور المصرية في عددها يوم أمس، على هامش تواجده بالعاصمة المصرية القاهرة لحضور اجتماعات الاتحاد الإفريقي لكرة القدم مابين 12 و16 ماي الجاري، أنه طلب حماية أمنية مشددة طيلة فترة وجوده بالقاهرة، وقال في هذا الإطار ردا على سؤال صحفي جريدة الدستور المصرية: ''طلبت الحماية لأنها شيء طبيعي بعد توتر العلاقة بين الشعبين المصري والجزائري بسبب الأحداث المؤسفة التي شهدتها المباراتان اللتان جمعتا المنتخبين في القاهرة والسودان، خاصة أن الأمور ليست علي ما يرام، وهي أول زيارة لي إلى القاهرة بعد مباراة القاهرة، كما أنني طلبت أن أقيم في السفارة الجزائرية في القاهرة، لكن أبوريدة أقنعني بالإقامة بأحد الفنادق· وعن سبب رفضه إقامة الصلح مع نظيره المصري سمير زاهر في انتخابات الاتحاد العربي التي أقيمت مؤخراً في السعودية، أوضح رئيس الفاف قائلا: ''إن قرار الصلح مع زاهر ليس قراري وهذا شيء خارج عن إرادتي، وهذا شيء يرجع للحكومة الجزائرية، وعندما تعطيني الإشارة ببدء الصلح لن أتهاون لحظة لإتمام الصلح رغم العلاقة المتوترة بيني وبين سمير زاهر''·وعن وقوع فريق شبيبة القبائل في مواجهة الفريقين المصريين الأهلي والاسماعيلي، صرح روراوة '' أتمني أن تتغير الصورة تماماً وتشهد الأيام المقبلة تحسن العلاقة بين الشعبين المصري والجزائري؛ لأن وقوع أحد الفرق الجزائرية مع أحد الفرق المصرية يلزم عنه تحسن العلاقة وسيكون للإعلام دور كبير خلال الأيام المقبلة في تصفية الأجواء''·وعن الأسباب الفعلية التي أدت إلى توتر العلاقة بين البلدين، حمل روراوة الإعلام المسؤولية كاملة، وقال ''الإعلام هو السبب الرئيسي وراء توتر العلاقة بين الشعبين، سواء الإعلام المصري أو الجزائري، حيث إنهما صورا مباراة القاهرة التي أقيمت يوم 14 نوفمبر من العام الماضي بأنها حرب وليست مباراة في كرة القدم، مما شحن جماهير البلدين وأن ما حدث للبعثة الجزائرية أثناء حضورها للقاهرة والاعتداء على الحافلة وإصابة أكثر من لاعب من المنتخب الجزائري كان نتيجة الشحن الزائد الذي تسبب فيه الإعلام، حيث إن بعض القنوات الفضائية والصحف المصرية قبل مباراة القاهرة بشهر تقريباً زعمت أن المنتخب المصري تعرض لأزمات عديدة في مباراة الذهاب في الجزائر سواء في فندق إقامة المنتخب المصري أو الملعب، وأشارت هذه الصحف إلى أن المنتخب الوطني تعرض لحالة تسمم مريرة من جانب الجزائر وهذا ليس له أساس من الصحة، وكان الفندق الذي كان يقيم فيه المنتخب المصري يتبع إدارة أجنبية، فضلاً عن أن الذي تعرض لحالة التسمم بعض الإداريين وليس اللاعبين·وأضاف روراوة بخصوص اعتداء الجماهير المصرية ضد البعثة الجزائرية في القاهرة ''لا أنكر أن هناك بعض القلق انتاب البعثة الجزائرية قبل الحضور للقاهرة بعدما رأينا الإعلام المصري يهاجم المنتخب الجزائري، وبالفعل حدث ما توقعناه، وقامت الجماهير المصرية بالاعتداء على حافلة اللاعبين في مطار القاهرة وفندق الإقامة وإصابة أكثر من لاعب، وهددنا بالانسحاب من المباراة بسبب هذه الأحداث خوفاً من أن يخوض المنتخب الجزائري اللقاء في هذا الجو المشحون، ولكن بعد الجلسات المستمرة بين الجانبين المصري والجزائري قررنا خوض المباراة بعد التعهد الرسمي من المسؤولين في مصر بحماية البعثة الجزائرية''·وبشأنً أحداث مباراة السودان، والاداعات المصرية بإصابة حوالي 500 مصري جراء اعتداءات الجمهور الجزائري، قال رئيس الاتحاد الجزائري ''هناك تحقيقات تجريها لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بخصوص هذه الأحداث ومن المتوقع أن يصدر القرار النهائي في هذه الأحداث خلال الساعات القليلة المقبلة، وإذا كانت الجزائر قد أعدت ملفاً خاصاً بكل التجاوزات في القاهرة فبالتأكيد الجانب المصري أعد هو الآخر كل ما يراه في صالح مصر والقرار النهائي يرجع للجنة الانضباط''· أما بخصوص العقوبات المتوقعة ضد مصر بسبب حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني يوم 12 نوفمبر، فقد أكد بشأنها ''هذا شيء يرجع للجنة الانضباط، وهي التي تحقق في القضية والعقوبات التي تراها مناسبة ستقوم بالإعلان عنها''·عيسى· ب