أشرف الشيخ أبوجرة سلطاني أمس، بنزل الأمير بتبسة، على تنشيط ندوة فكرية تحت شعار ''المرأة بين التأهيل السياسي والتنمية الإجتماعية'' من تنظيم الأمانة الولائية للأسرة لحركة مجتمع السلم. وبادر سلطاني في بداية مداخلته إلى تصحيح شعارالندوة ''المرأة بين التأهيل السياسي والتنمية الاجتماعية'' ليصبح ''المرأة بين التنمية الاجتماعية والتأهيل السياسي'' وليس العكس، حيث انتقد في بداية الأمر استمرار تسيير المجتمع في ولاية تبسة بعقلية العرش والقبيلة، موضحا أن المرأة بهذه المنطقة يجب أن تنتفض على الانغلاق المفروض، لكن في إطار الشريعة الإسلامية. ليضيف أن الوصول إلى مجتمع علمي ومتحضر يستوجب تبني تنمية اجتماعية شاملة ومتوازنة لانتشال المرأة أولا من الفقر والبطالة، لأنه لا يمكن الحديث عن تنمية اجتماعية ناجحة دون الرفع من المستوى المعيشي، مرفقا بتربية أخلاقية تصنع أجيالا في مستوى عظمة الجزائر لأن الجيل الأول، حسبه، قد ضحى من أجل الاستقلال ووجب علينا اليوم أن نعطي للوطن من أجل الرقي والبناء. وحذّر أبوجرة، في كلمته، من تفشي الفساد الأخلاقي وانتشار الإجرام بمختلف أنماطه، وأكد أن محاربتها لن تتحقق إلا بعوامل لا استغناء عن واحد منها هي منظمة تربوية فعالة وأصيلة، وإعلام بنّاء وأسرة في إطار تربية عالية واقتصاد عائلي راشد، على أن يتخلص أفراد الشعب، نساء ورجالا، من مرض الاتكالية على الدولة والتوجه نحو التكفل الذاتي بالانشغالات. وأوعز في كلمته هذه ضعف مشاركة المرأة في الحياة السياسية إلى إهمال الأحزاب دور المرأة والعقدة الذاتية للمرأة في حد ذاتها، داعيا إياها إلى الخروج من القوقعة التي ضربتها على نفسها في إطار احترام تقاليد المجتمع الجزائري المسلم. واختتم زعيم حركة حمس تدخله أمام الحاضرات اللواتي غصت بهنّ القاعة، أن المجتمع الجزائري متفوق علميا وماديا ويجب عليه أن يحقق النجاح الأخلاقي الشامل بمحاربة الفساد بكل مظاهره وزرع ثقافة حب الوطن، مشيرا إلى أن التعلق بالألوان الوطنية من خلال الفريق الوطني دليل في الصميم على مدى حب المواطن الجزائري لبلده.