اعترف الوزير السابق للصناعة وترقية الاستثمار حميد تمار، بتجميد مشروع إنجاز مصنع للحديد والصلب في بلارة، شرق ولاية جيجل، مشيرا إلى وجود ثلاثة عروض جديدة لإنشاء مركبات بنفس المنطقة. وبرّر تجميد المشروع بوجود خلافات مع الجانب المصري الممثل في شركة فعزّ ستيلف حول تطبيق الأحكام الجديدة للاستثمارات الأجنبية في بلادنا التي تقضي بحصول الدولة الجزائرية على حصة الأغلبية في أي مشروع جديد وكذا تبعات مباراة كرة القدم بين البلدين. وقال الوزير في رده على سؤال للنائب الحر محمد بن زعيوة، بخصوص مآل المشروع، إن الجانبين الجزائري والمصري بدآ في 2007 مفاوضات حول إنجاز هذا المشروع المقدر ب750 مليون دولار، وأضاف أن المفاوضات عرفت تقدما بموافقة مجلس الاستثمارات على المشروع في 14 أكتوبر الماضي، قبل حدوث انتكاسة بعد اعتماد إجراءات جديدة في قانون المالية التكميلي بخصوص حق الدولة في الحصول على حصة لا تقل عن 51 في أي مشروع استثماري أجنبي في الجزائر. وقال الوزير إنه كان من الواجب مطالبة الشركة بتطبيق أحكام القانون، وأضاف أن المشروع المصري تأثر بالأزمة المالية العالمية ومشاكل كرة القدم بين البلدين في إشارة إلى الأزمة التي اندلعت عقب مواجهة القاهرة وأم درمان، ما أدى إلى تجميد المشروع. كما أشار الوزير إلى ضرورة إيجاد حل، كاشفا في هذا الصدد أنه يتم دراسة مشاريع أخرى من قبل مستمثرين أجانب وهم ''ميتسوي'' الياباني و''أرسيلور ميتال'' الهندي ومجمع ''سفيتال'' الجزائري. وأشار الوزير إلى تمسك الحكومة ببعث مشروع المنطقة الصناعية لبلارة واشتراطها مقاييس تخص ضرورة تغطية الحاجيات الوطنية ونقل التكنولوجيا. وقال تمار إنه بسبب ضيق مساحة المنطقة الصناعية المقدرة ب495 هكتارا فلن يتم اختيار إلا مشروع واحد أو اثنين. وبرأ تمار، الذي يشار إليه بأصابع الاتهام بتأخر استغلال بلارة منذ سنوات، نفسه من أي مسؤولية مبديا أسفه على ذلك. ولا يعتبر خبر تجميد مشروع ''عزّ ستيل''، مفاجئا، حيث أطلقت الشركة المصرية سابقا إشارات بتأجيل المشروع بسب ما أسمته تماطل الجانب الجزائري في التصديق على المشروع ثم إدخال تفعيلات أدت إلى صرف نظر المصريين نهائيا. وتم تعطيل أو تهريب مشاريع عديدة وجهت لهذه المنطقة الإستراتيجية التي تقع على الحدود بين ولايات جيجل وسكيكدة وميلة، منها مشروع إنجاز مصنع للألومينيوم تقدمت به شركة ''مبادلة'' الإماراتية وحوّل المشروع إلى باتنة ثم إلى بني صاف في الأخير. ويبدو أن الطريق ممهد لمجمّع سيفيتال لحيازة المشروع وخصوصا في ظل المشاكل التي تواجهها شركة ''أرسيلور ميتال'' في تسيير مصنع الحجار.