قامت عصابات الكيان الصهيوني صباح أمس، بمهاجمة قافلة الحرية، وقتل مدنيين عزّل من نشطاء السلام، في رسالة واضحة للمسلمين وغير المسلمين هذا ما تتوعّد به ''إسرائيل'' كل من تسوّل له نفسه الاقتراب من غزة مجددا أو التفكير في كسر الحصار عنها.. أنتم تداهنون وهم يداهمون، أنتم تستسلمون وهم يهاجمون، أنتم تتحدثون عن السلام وهم يطلقون الرصاص ويقتلون الأبرياء.. فهل بقي لكم مبرر للاستمرار في ''سياسات الحوار'' و''مسارات السلام'' .. وهل بقي لكم في قاموس الاستسلام والتخاذل من كلمات تبرر التنازل تلو التنازل ؟ الكيان الصهيوني قام على القوة، واغتصب الأرض بالقوة، ويعيش على دماء الفلسطينيين وبالقوة أيضا .. ويحاول أن يقنعنا، بعد أن ''أقنعكم'' منذ مسار برشلونة وبداية ''مسلسل السلام''، أن له وجها إنسانيا .. وأن الصهيوني يمكن أن يحاور ويتنازل ويتفهم ويحسّ .. مجرد كذب وافتراء ونفاق لتمرير مخططات التهويد والاستيطان وطرد الفلسطينيين من بقايا الأرض، ثم القضاء على روح المقاومة وشعلة الجهاد في نفوس الأجيال. بربّكم، ورحمة بما بقي من كبرياء وشعور بالعزة في نفوسنا المحطّمة: ارفعوا أيديكم عن القضية الفلسطينية، وإن لم تستطيعوا الكلام فاصمتوا ، وسلّموا ''الملف'' لمن بقي له بقية من نخوة.. .. وإلى مسؤولي الكيان الصهيوني : ابني ذو العشر سنوات، شاهد صور الهجوم، ذرفت عيناه دمعتان لملمهما، ثم قال لي: عندما أكبر سأذهب إلى فلسطين لمساعدة أهلها، حتى لو كلفني ذلك الموت مثل هؤلاء! تعتقدون أنكم بفعلكم هذا سترهبون الناس، وأن الأصوات ستخفت مستقبلا؟ أنتم مخطئون، فكما أصرّ المشاركون في القافلة على مواجهة الموت ومواصلة المسير إلى غزة على الرغم من تهديداتكم ، هناك أجيال من المسلمين ومن الأحرار عبر العالم لا يزال قلبهم ينبض بالمقاومة والاستعداد للشهادة في سبيل الحق المسلوب.. أما المتردّدون، والواهمون ومن خدعتهم دعايتكم ومكركم المعهود، فأنا متأكد بأن الكثير منهم قد غيّر اليوم رأيه بعدما انكشف له وجهكم القبيح! أعماكم استكباركم، فارتكبتم أخطاء لا يرتكبها حتى الأغبياء .. فبإقدامكم على مهاجمة سفن الحرية وقتل المدنيين وادّعاء الأكاذيب، لم تقوموا سوى بتأجيج روح المقاومة في النفوس الخانعة، وزيادة عدد الرافضين لإرهابكم ولنظامكم الغاصب عبر العالم.. يوما بعد يوم تتوسع جبهة المساندين للحق الفلسطيني، وتتقلص ''أحزابكم '' .. إنّ العنف لا ينتج إلا العنف، والضغط يولد الانفجار، وحينها لن تنفعكم قلاعكم ولا حصونكم، ولا حتى حلفاؤكم..