قرر ممثلو التشكيلات السياسية بالجزائر، ليلة أمس، التحرك في مجموعة واحدة إزاء التطورات الحاصلة لقافلة الحرية التي تعرضت لقصف من قوات الكومندوس الإسرائيلية.وشارك في الاجتماع الذي أقيم في مقر حركة مجتمع السلم، مناضلون من حمس والنهضة والإصلاح وحزب العمال، بالإضافة إلى أكاديمية المجتمع المدني وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وقد شكّلت، أمس، هذه الأحزاب لجنتين تضم الأولى ممثلين من حمس والنهضة والإصلاح وحزب العمال، بالإضافة إلى صحفيين ومحامين، تعمل على المطالبة بتحرك رسمي تجاه ما تعرض له الوفد الجزائري المشارك في القافلة الإنسانية التي كانت تهدف لفك الحصار عن غزة. وستكون أولى محطاتها وزارة الخارجية الجزائرية التي زارتها أمس، حسب أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم، من أجل المطالبة بالتحقيق في مصير الجزائريين المعتقلين ضمن الأسطول، فيما تعكف اللجنة الثانية على تنظيم ردود فعل شعبية من خلال لقاءات وتجمعات شعبية لمعرفة مصير الجزائريين المعتقلين في الأسطول. واتفق المجتمعون في مقر حركة مجتمع السلم، على ضرورة إنشاء تنسيقية وطنية تعمل على وضع إستراتيجية محددة للتحرك إزاء الأوضاع الراهنة، ووضع صورة عامة للبرنامج الذي ستتحرك من خلاله كل الفعاليات البرلمانية والإعلامية والسياسية، بالإضافة إلى توزيع الأدوار عليها تبعا للتطورات الحاصلة في هذه الأزمة. وأشار أبو جرة سلطاني إلى أن حمس قد قدمت في وقت سابق قائمة كاملة بأسماء الجزائريين المشاركين في القافلة الإنسانية لوزارة الخارجية الجزائرية، مؤكدا أنه سيتم إرسال وفد برلماني جزائري إلى تركيا ليقف على المستجدات من أنقرة، والتنسيق جار مع عدد من البرلمانيين الأتراك، بالإضافة إلى ربط الاتصالات مع سفارات الدول المشاركة في القافلة. وعن آخر الاتصالات التي تمت مع مناضلي حركة مجتمع السلم المشاركين في القافلة، قال أبو جرة سلطاني إنها كانت على الساعة الثانية من صباح أمس، أفاد من خلالها المتحدثون أن بوارج حربية وطائرات إسرائيلية تحوم بمحيط السفن، مؤكدا أن الموقف متشنج لتنقطع المكالمات نهائيا. وشدد سلطاني على ضرورة تفعيل دور الإعلام في الوقت الراهن، بالنظر إلى أن قوة المعركة الإعلامية التي أطلقتها قوات الجيش الإسرائيلي لتغطية أفعالها، وهو ما يستلزم فطنة وردا إعلاميا واضحا ليفضح المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل، حسب سلطاني. من جانبه، قال محمد جمعة المكلف بالإعلام على مستوى حركة مجتمع السلم، إن إسرائيل قد قامت بالاعتداء على أسطول الحرية وهي واثقة من أنها ستتلقى الدعم من دول الغرب. ومن جانبه، قال جهيد يونسي، من حركة النهضة، إن هذا الاعتداء يجب أن يوظف لتحريك ملف القضية الفلسطينية من جديد وفك الحصار المضروب على الفلسطينيين في الداخل والخارج. أكد الناطق الرسمي لحركة النهضة، محمد حديبي، أن الحركة أنشأت خلية أزمة على مستوى الحزب وهي في اتصال بكل الجهات من أجل معرفة مصير البعثة الجزائرية التي توجد ضمن قافلة الحياة المتوجهة إلى غزة. وقال حديبي في اتصال ب "الأمة العربية"، صباح أمس الاثنين، إنه إلى غاية العاشرة والنصف صباحا وهو توقيت اتصالنا به لم تصل أي معلومات بشأن الجزائريين الموجودين ضمن قافلة الحياة المتوجهة إلى غزة في قافلة إنسانية تضم عدة جنسيات. يذكر أن النائب السابق في البرلمان والعضو القيادي في حركة مجتمع السلم، إضافة إلى محمد فديوي رئيس فرع القدس في الجزائر وكذا نواب آخرين وأسماء جزائرية أخرى، بقي مصيرهم مجهولا في ساعات الصباح الأولى بعد الاعتداء الصهيوني الوحشي على القافلة الإنسانية. ومن جهتها، تحصلت "الأمة العربية" على رقم أحد الأعضاء الجزائريين، ويتعلق الأمر بممثل مكتب القدس في الجزائر، وحاولنا الإتصال بالمعني، إلا أن كل ما استقبلناه هو رسالة صوتية أوتوماتيكية باللغة العبرية الاتصال جرى على العاشرة و35 صباحا وهذا ما يدل على أن هواتف البعثة محجوزة لدى الكيان الصهيوني، في الوقت الذي يظل مصير الجزائريين والكثير من الجنسيات الأخرى مجهولا حتى منتصف يوم أمس الاثنين. كما كشف لنا عضو قيادي من حركة النهضة، أن الإتصالات جارية بين الحركة ووسيط تركي في اتصال مع الكيان الصهيوني لمعرفة مصير البعثة الجزائرية والتأكد من سلامتها وعدم تعرضها إلى أي أذى. يذكر أن قافلة الحياة الانسانية المتوجهة إلى غزة، هوجمت فجر أمس الاثنين من طرف البحرية الصهيونية، وهي في المياه الإقليمية الدولية قبيل وصولها إلى غزة. وخلّفت الهجمة الإسرائيلية حسب حصيلة أولية قرابة العشرين قتيلا جنسياتهم كانت مجهولة خلال منتصف نهار أمس، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع. أدانت الجمعية الجزائرية للإغاثة الإنسانية و"بكل قوة"، الهجوم "العسكري الإجرامي" من قبل الصهاينة على الأسطول وعلى المدنيين الموجودين على سفنه. ودعت الجمعية الجزائرية للإغاثة، في بيان تحصلت "الأمة العربية" على نسخة منه، "كل الشعوب في العالمَين العربي والإسلامي وحتى شعوب العالم الحر بإعلان غضبهم، وبكل قوة، وأن يمارسوا كل أنواع الضغوط على حكوماتهم وأنظمتهم لكي تتحرك وبسرعة لمنع الصهاينة من عدوانهم اللا إنساني على أسطول الحرية". وطالب التنظيم الحكومات العربية والإسلامية، وعلى وجه الخصوص الجزائر كونها مشاركة بباخرة ضمن "أسطول الحرية"، بضرورة "التحرك السريع والفعال لمنع قتل الأبرياء سواء على سفن كسر الحصار أو على أرض فلسطين"، مجددين المطلب العربي بشأن فتح معبر رفح فورا، "لأن إغلاقه كان سببًا رئيسيًّا فيما يحدث، بالإضافة إلى ضرورة طرد سفراء الكيان الصهيوني من جميع العواصم العربية والإسلامية التي لها علاقات بالكيان الصهيوني على وجه السرعة". وأكد بيان الجمعية بأن موقفها "ضد الصهاينة وبربريتهم المستمرة، وإجرامهم الدائم ضد الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام". وأنهت الجمعية بيانها الذي وقّعه رئيس الجمعية عبد العزيز حريتي بتحميل "الأممالمتحدة المسئولية الكاملة عما يمكن أن تؤدي إليه تصرفات الصهاينة من حرب عالمية لا تُبقي ولا تذر". وتساءلت الجمعية عن مصير العقوبات الدولية تجاه إسرائيل، التي تتمادى بلا هوادة في كسر قوانين النظام الدولي. شدّد بيان لمجموعة من العلماء الجزائريين، أمس، على أنه يتعين على "كل مسلم عاقل، مدرك للأمور، عارف بأحوال العصر، وجوبا عينيا لا كفائيا، أن يعتقد نصرة المسلمين وجهاد الظالمين، وأن ينصر إخوانه في غزةوفلسطين، وكذا المعتدى عليهم في "قافلة الحرية"، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين". وقال بيان الجمعية في بيان تحصلت "الأمة العربية" على نسخة منه أنه "لا يجوز لمسلم الاقتصار على مجرد التألم والتكلم، ولا التعفف والتأفف، بل الواجب على كل مسلم أن ينتقل إلى طور "النصرة العملية الحقة"، بالضوابط الآتية". وحيا بيان العلماء "الجزائر دولة وشعبا"، "لإقدامها على إرسال سفينة وتجنيد مجاهدين، ضاربة بذلك أروع مثل في النصرة والتمكين". مشيرين إلى ضرورة أن تكون "هذه المبادرة فرصة لتوحيد الصف ورأب الصدع، ومعرفة العدو والحذر من كل ما يؤدي بوطننا إلى المهالك وسائر بلاد المسلمين". جدير بالذكر أن البيان وقّعه ثلة من العلماء الجزائريين، منهم محمد الهادي الحسني والدكتور عبد الرزاق ڤسوم ومحمد ناصر وإبراهيم بحاز وسعيد بويزري ومحمد باباعمي ومبروك زيد الخير، ومحمد ناصر بوحجام ومصطفى باجو مصطفى وينتن.