أكد المخرج والفنان المسرحي شوقي بوزيد في حديث ل''البلاد'' أنه لايرغب في الحصول على أي من جوائز المهرجان الوطني للمسرح المحترف، وأن مشاركته بعرض ''الحشامين'' في المسابقة الرسمية كان من باب إثبات الحضور لا غير. ويأتي موقف بوزيد عقب عرض مسرحيته سهرة أول أمس بالمسرح الوطني ممثلة للمسرح الجهوي لباتنة في التظاهرة التي تختتم فعالياتها سهرة الغد، حيث يقول محدثنا إنه لم يعد مهتما ومكترثا بجوائز مهرجان المسرح المحترف أو أي جوائز أخرى منذ العام 2008 ''والله لا أنتظر جوائز من أحد''. وأرجع شوقي بوزيد موقفه هذا إلى ''أسباب شخصية'' أفقدته الرغبة في الطموح لنيل الجوائز والتتويج مما يجعله غير آبه بنجاح مسرحية ''الحشامين'' في المسابقة الرسمية، كما جاء على لسانه. واعتبر بوزيد ''الحشامين'' عملا مسرحيا جيدا، ويعكس ظاهرة موجودة في المجتمع والواقع الجزائري المعاش على جميع الأصعدة، قبل أن يضيف ''من قال إن الحياء لم يعد موجودا في مجتمعنا''. واستشهد هنا برد فعل الجمهور الغفير الذي شاهد العرض وهنأه مباشرة بعده، معتبرا أن موضوع ''الحياء'' الذي تناوله العرض كان من وجهة نظر أخلاقية لا مرضية؛ أين يتحول ''الحياء'' أو ''الحشمة'' من خصلة إلى عقدة إذا كان مبالغا فيه ''الحياء شئ جميل شرط أن لا يكون ضعفا''، على حد تعبيره. من ناحية أخرى، تغوص مسرحية ''الحشامين'' في عوالم من المجتمع الجزائري الذي لايزال قسم منه ''محافظا'' من خلال قصة أب يسيطر عليه الخجل ويتحكم في قراراته المصيرية لدرجة عجزه عن التلفظ بكلمة ''لا'' مما ينعكس بالسلب على حياة ابنته التي وجدت نفسها مخطوبة لشخص غريب دخل بيت العائلة وأصبح يتصرف فيه بحرية مطلقة أمام ضعف الوالد، غير أن البنت ترفض هذه الوضعية وتقول لوالدها إنها لن تتزوج إلا من ابن خالتها الذي يتضح لاحقا بأنه أكثر خجلا من الأب الذي يتمكن في آخر المسرحية من التغلب على خجله ويطرد الرجل الغريب بعدما علم بدخوله السجن. ويشارك في تمثيل أدوار العرض كل من نوال مسعودي ومحفوظ الهاني وعلي جبارة ورمزي قجة وكمال زرارة.