دعت المعارضة السورية الدول الداعمة لها إلى فرض منطقة حظر جوي، وتوجيه ضربات عسكرية مدروسة ضد النظام، مؤكدة أن أي حديث عن مؤتمرات دولية لحل الأزمة أصبح عبثيا، وشدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في بيان على الحاجة الماسة إلى قرارات سريعة وفعالة من خلال إجراءات عسكرية حاسمة. واعتبر الائتلاف أن تدخل كل من روسيا وإيران في دعم النظام بات واضحا، وأكد الائتلاف أن الهجوم على مدينة حمص سينعكس سلبا على الجهود الدولية المتعلقة بمؤتمر جنيف 2، كما دعا المجموعات المقاتلة إلى الاستنفار بشكل كامل لدعم مدينة حمص. وكان الجيشُ الحر حذر المجتمعَ الدولي من عدم التدخل لوقف الهجوم على حمص. وقال لؤي المقداد المنسق السياسي والإعلامي للجيش الحر إنه في حال عدم تدخل المجتمع الدولي لوقف الهجوم على حمص فإن الجيش الحر غير معني بمؤتمر جنيف 2 ولن يشارك فيه. وفي الأثناء، اعتبر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماع تشاوري في المنامة أن تدخل حزب الله في سوريا يعوق انعقاد مؤتمر جنيف 2 لحل الأزمة في هذا البلد الذي تمزقه أعمال العنف. وقال بيان رسمي إن المجلس "أدان استمرار تدخل ميليشيات حزب الله تحت لواء الحرس الثوري"، ودعا إلى "وضع حد لهذا التدخل الذي سيكون معيقا للجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف 2". وأضاف البيان أن المجلس "أعرب عن قلقه العميق من انعكاسات الأزمة السورية على الأوضاع في لبنان أمنيا وسياسيا"، وجدد مطالبته الحكومة اللبنانية "الالتزام بسياسة النأي بالنفس ومنع تدخل أي طرف لبناني فيها". ورحب المجلس ب"نتائج اجتماع أصدقاء سوريا" الذي عقد في الدوحة في 22 جوان وما "تضمنته من توجيه أنواع الدعم للمعارضة السورية، لتمكينها من مواجهة الهجمات والجرائم الوحشية التي يقوم بها النظام وحلفاؤه". من ناحية أخرى، لقي ثلاثة أشخاص بينهم طفلان مصرعهم جراء غارة جوية شنتها قوات النظام السوري على حي القصور بمدينة حمص التي تستهدفها القوات النظامية بحملة عسكرية في محاولة للسيطرة عليها. وقد كثفت قوات النظام عملياتها العسكرية على مدينة حمص واستهدفت بالصواريخ الطرق الرئيسية المؤدية إلى حيي الخالدية والقصور، في محاولة من قوات النظام لاقتحام تلك الأحياء. ويأتي هذا بالتزامن مع غارات جوية شنتها على مختلف أحياء حمص، مما أدى إلى تدمير عدد من المباني وسقوط قتلى وجرحى. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن القوات النظامية السورية تحاول اقتحام الخالدية، لكنها لم تتمكن من ذلك بعد. وحذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من استغلال النظام السوري انشغال العالم بالأحداث في مصر للقيام بقصف حمص وريف دمشق بالسلاح الكيمياوي، ومحاولة إعادة السيطرة على المناطق الخارجة عن نطاق سيطرته.