أنباء عن تغيير في موقف أمريكا نحو تسليح المعارضة "جنيف-2" تحت طائلة الفصل السابع والأسد على وشك استرجاع حمص الوضع في سوريا مقلق ومخيف والأمل معقود على حلّ سياسي في مؤتمر (جنيف-2) تحت الفصل السابع، برعاية أمريكية روسية، مع أنباء تلمح إلى تغيير في الموقف الأمريكي باتجاه تسليح المعارضة السورية. رأى رئيس منظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن عدم نجاح الحلّ السياسي وتوصّل طرفي النّزاع في سوريا إلى اتّفاق سيزيد من أعمال العنف، معتبرا في تصريحات صحافية أن مؤتمر (جنيف-2) بشأن سوريا يمهد لقرار دولي تحت الفصل السابع، وأضاف: (مؤتمر جنيف-2 سيوفّر أوراق ضغط على الأطراف المتنازعة في سوريا، عبر الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، واستصدار قرار دولي بموجب الفصل السابع يتيح جميع الإجراءات لوقف القتل). وأيّد الدكتور عمار القربي، أمين عام تيار التغيير الوطني تصريحات أوغلو، معتبرًا في تصريحات أن نجاح (جنيف-2) مرهون بالقرار الدولي تحت الفصل السابع، لافتا إلى سماح الفصل السابع من ميثاق الأمم المتّحدة باستعمال القوة العسكرية في حالات تهديد السلم والإخلال به. وحذّر القربي من عدم جدية النّظام السوري، ولفت إلى لقاء بشار الأسد مع وفد أردني أخيرًا، وقوله إنَّه غير متفائل كثيرًا بإمكانيَّة أن يحقّق (جنيف-2) نتائج باهرة، وأشار إلى اعتبار الأسد أن من سيجلسون في الطرف الآخر من طاولة المفاوضات لا يستطيعون أن يقرِّروا بالنيابة عن المجموعات المسلَّحة الموجودة على الأرض. ورأى القربي أن خطط مستشاري الرئيس الأمريكي المعنيين بالشؤون الخارجية لعقد سلسلة مشاورات هذا الأسبوع لبحث مسألة تزويد المعارضة السورية بالسلاح، قد تكون وسيلة من وسائل الضغط الناجعة على النظام رغم تأخرها الكبير. من جانب آخر، قال سمير العيطة، عضو المنبر الديمقراطي ورئيس تحرير النشرة العربية من لوموند ديبلوماتيك، إن ما يجري العمل عليه دوليًا هو الفصل السادس وليس السابع، بالرغم من أن هناك مجموعة من الدول تعمل على إقرار الفصل السابع بخصوص الملف السوري، وذلك منذ تأسيس المجلس الوطني. وتحدّث العيطة عن صعوبات (جنيف-2) رغم أهميته، (فالصعوبة الأولى تتلخّص في أن الأسد يجب أن يسلم سلطاته خلال التفاوض في المؤتمر لشخص يريد سحب هذه السلطات منه، إضافة إلى صعوبة اجتماع المعارضة السورية بمن فيهم المعارضة المسلحة على رأي). وأكّد العيطة أن الروس يلعبون دورا مهمًّا لإنجاح (جنيف-2)، (بينما هناك دول تحاول أن تحبطه، لكن هناك تطوّرًا في الموقف الأمريكي الذي كان يراقب ما يجري، باتجاه التدخل العسكري)، وأشار إلى أن الحلّ يكون بانخراط واشنطن بدور كافٍ في الملف السوري، معتبرًا أن الأمريكيين لا يبذلون الضغط الكافي، وشدّد على أن اكبر فائدة ل (جنيف-2) أن تنخرط واشنطن في الحلّ وأكبر ضرر لجنيف هو ابتعاد واشنطن عن دورها لجهة عدم السماح للقوى الإقليمية بالتدخل في سوريا. وكان أوغلو أوضح في حديث لصحيفة (الحياة) اللندنية أن الوضع في سوريا مقلق ومخيف، (ويجب أن نفهم أنه لا يمكن للعنف أن ينتهي في سوريا من دون اتّفاق بين الأطراف المتحاربين)، مشدّدًا على أهمية عقد مؤتمر (جنيف-2) بشأن سوريا ونجاحه، لأن عدم نجاح الحل السياسي سيزيد العنف والاقتتال. أوغلو سبق وأن أعلن أن منظمة التعاون الإسلامي تؤيد الحل السياسي في سوريا، وفقًا لمؤتمر (جنيف-2)، معتبرًا أنه يجب أن يقود إلى وقف العنف وسفك الدماء وعلى الجميع الالتزام به. ميدانيا، تتقدّم القوّات النّظامية السورية أمس في أحد أحياء مدينة حمص وسط البلاد الذي يشهد اشتباكات عنيفة، في محاولة منها للسيطرة على كامل المدينة لاسيما منها الأحياء المحاصرة منذ أكثر من عام، حسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن (النّظام سيطر على أجزاء واسعة من حي وادي السايح في مدينة حمص، ويتقدم بحذر في هذا الحي الذي يشهد اشتباكات عنيفة ويتعرض للقصف من القوات النّظامية)، وأوضح أن قوّات الأسد (كانت موجودة في الحي خلال الفترة الماضية، لكنها لم تكن قادرة على التقدّم بسبب وجود قناصة من المقاتلين المعارضين)، مشيرا إلى أن الحي (يفصل بين حيي الخالدية وحمص القديمة)، وهما معقلان للمعارضة يحاصرهما النظام منذ أكثر من عام. واعتبر عبد الرحمن أن التقدم في الحي (يأتي ضمن محاولة للسيطرة على كامل مدينة حمص)، وأن سيطرة النّظام على وادي السايح (تسهل سيطرته على أحياء حمص القديمة والخالدية). من جهتها، كتبت صحيفة (الوطن) السورية المقرّبة من السلطات في عددها أمس أن الجيش النظامي (سيطر على حي وادي السايح في مدينة حمص القديمة)، واضعة ذلك (في إطار عملياته لتخليص البلاد من المجموعات الإرهابية المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار إليها). ويأتي تقدّم القوّات النّظامية في حمص بعد أقلّ من أسبوع من سيطرتها وحزب اللّه اللّبناني على كامل منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، والتي شكّلت لأكثر من عام معقلا أساسيا لمقاتلي المعارضة. وقبل ذلك قتل 60 شيعيا على الأقل غالبيتهم من المسلحين الموالين للنّظام السوري في اشتباكات مع مقاتلين معارضين شنّوا هجوما على بلدتهم الواقعة في ريف محافظة دير الزور في شرق سوريا، حسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن (قتل 60 شيعيا على الأقل غالبيتهم من المسلحين مساء أول أمس إثر هجوم شنته الكتائب المقاتلة على بلدة حطلة في دير الزور)، وذلك غداة شنّ المسلحين هجوما على مركز للمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، وأوضح أن مقاتلي المعارضة الذين يسطرون على أجزاء واسعة من شرق سوريا شنّوا هجوما على البلدة التي تقطنها غالبية سنية (وتضمّ شيعة موالين للنّظام الذي قام خلال الأسابيع الأخيرة بتسليحهم).