مع قدوم شهر رمضان الكريم تتعدد صور الفرح والترحاب به. فإذا كانت النساء ينظفن منازلهن ويجملنها عندما يحل هذا الزائر المرغوب فيه والمحبوب، هناك من لا يتوانى عن تزيين بيت الله الذي يشهد الكثير من العبادات، لاسيما صلاة التراويح والدروس في رمضان وإحدى أجمل صور هذا الاحتفاء بالشهر الكريم تبقى في الإقبال على الاعتناء بالمساجد تنظيفا وتطييبا وتجديدا لمفروشاتها وطلائها. تشهد مختلف مساجد الولاية بومرداس كدلس وبودواو وزموري وقورصو ويسر وبرج منايل وخميس الخشنة وحمادي.. وغيرها على غرار كل سنة حركة نشيطة من خلال جملة من الاستعدادات التي يقوم بها القائمون عليها لاستقبال شهر رمضان كتنظيف المسجد وإعادة طلاء جدرانه، وإعادة تهيئة المغاسل للمصلين وتلبيس الأرضيات بسجدات جديدة وتركيب المصابيح والثريات. فخلال الشهر الفضيل يزداد عدد المصلين الذين يقصدون المساجد لأداء صلاتي التراويح والجمعة من الجنسين ومن مختلف الأعمار.. ولا تكاد تحضيراتها تختلف عن تحضيرات الأسر الجزائرية التي تعد العدة هذه الأيام بمختلف الطرق لاستقبال هذا الضيف العزيز. وقد شرع القيّمون على المساجد عبر مختلف مناطق ولاية بومرداس في تنظيف المساجد وتهيئتها لاستقبال المصلين الذين يزداد عددهم خاصة المولعين بصلاة التراويح، هذه الأخيرة التي تعرف إقبالا منقطع النظير على اختلاف مستوياتهم وقد بينت جولة قمنا فيها بين مختلف مساجد الولاية الاستعدادات الحثيثة التي يقوم بها القيمون على المساجد لتمضية شهر رمضان في أجواء إيمانية متميزة. إذ إن الكثير من هذه المساجد تضع اللمسات الأخيرة عليها لاستقبال شهر رمضان المعظم حيث تم فرش المسجد بزرابٍ جديدة للصلاة وتنظيفه وإتمام بعض أشغال البناء التي كانت تنقصها. وقد أجمع عدد من المصلين على ارتياحهم للتحسينات التي تم إدخالها على المساجد. وفي السياق لمسنا مشاركة العديد من المتطوعين من شباب الأحياء الذين قاموا بمد يد العون لتجهيز مساجد الأحياء التي يقطنون بها. وهو ما أكده الشاب ياسين من بومرداس الذي يشارك كل عام في تجهيز مسجد الحي، كما يحرص هو وبعض الشباب من أبناء الحي على تهيئة محيط المسجد خاصة مداخله وإزاحة كل ما يسيء لمنظر المسجد وقدسية هذا المكان الطاهر. من جهة ثانية يبدو أن الاشتياق لإقامة صلاة التراويح دفع الكثير من المواطنين الى التساؤل حول كيفية أدائها مع ارتفاع درجة الحرارة، خاصة أن رمضان هذه السنة تزامن قدومه مع فصل الصيف، والمشكل أن العديد من المساجد تفتقد نظام التبريد أو أن المتوفر منها لا يلطف الجو نظرا لارتفاع عدد المصلين في صلاة التراويح. ويبدو أن هذا المشكل بدأ يتداوله العديد من المصلين مع بدء اقتراب شهر رمضان المعظم خاصة في المساجد الصغيرة.