سي عفيف استبعد تحالف الأفلان مع حزب بن يونس لأنه ليبرالي لو قُدر لبوتفليقة الشفاء سندعمه لعهدة رابعة وضع عبد الحميد سي عفيف مسؤول العلاقات الخارجية في جبهة التحرير الوطني، المبادرات السياسية التي تبحث عن التوافق على مرشح رئاسي واحد بين الأحزاب في الساحة السياسية في خانة المناورات السياسية، على اعتبار عدم معقوليتها، إذ كيف يمكن لجميع الأطياف السياسية، حسبه، التوافق على مرشح رئاسي واحد، رغم اختلاف تصوراتهم وتخندق كل منهم في صف الموالاة أو المعارضة. وأشار سي عفيف إلى أن هذه المبادرات، تهدف إلى اصطناع مرحلة انتقالية في الجزائر دون مبرر لذلك، مهاجما بشدة دعاة هذا الطرح "الجزائر تمتلك نظاما تعدديا، ونحن لسنا النظام الملكي الغربي الذي يتفق فيه الجميع على شخص الملك، ثم لماذا يريدون مرحلة انتقالية والبلاد تسير بشكل طبيعي ولا يوجد ما يدعو إلى ذلك". ونفى عضو المكتب السياسي في الأفلان، في تصريح ل"البلاد" أن يكون حزبه قد تلقى أي مبادرة سياسية للتوافق حول مرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية القادمة، بعد أن أكدت مصادر من حمس اعتزام الحركة طرح مبادرة للإصلاح السياسي ستوجه إلى كافة الأحزاب من بينها أحزاب السلطة. وفي نفس السياق، استغرب سي عفيف من سعي حمس التي تعتبر نفسها حركة معارضة إلى توجيه دعوة إلى جبهة التحرير الوطني للتوافق حول الرئاسيات. وقال "لا أدري كيف نتفق مع حزب في المعارضة ونحن حزب في الحكم، ومن غير المعقول أن نكون في خط واحد"، متسائلا " كيف لنا أن نتوافق معك وأنت في المعارضة يا مقري؟" ومع ذلك، قال سي عفيف إن الأفلان ينظر بإيجابية للحراك السياسي الموجود حاليا على الساحة، ومن حق كل حزب أن يطرح تصوراته وأفكاره للوضع العام في البلاد ومستقبلها السياسي". والملاحظ حسب سي عفيف أن هناك قطبا إسلاميا يحاول التشكل في الساحة السياسية بقيادة رئيس حمس عبد الرزاق مقري الذي قال إنه يبحث عن "المناورة في جميع الاتجاهات لجمع الأحزاب من حوله". وحول إمكانية طرح مبادرة للتوافق بين الأحزاب الموالية للسلطة حول الرئاسيات القادمة، قال سي عفيف إن جبهة التحرير الوطني ترحب بكل جهد للتوافق على مستقبل البلاد، ونحن نسعى في هذا الاتجاه لتشكيل قطب من أحزاب الموالاة شريطة أن تتقاسم مع الجبهة أربعة قواسم مشتركة". وفصل مسؤول المكتب السياسي في هذه القواسم قائلا "لابد أن تؤمن الأحزاب التي نتحالف معها بقيم الوطنية والديمقراطية والإيمان بالجمهورية والتقدمية. هذه الصفة الأخيرة غير متوفرة في حزب الحركة الشعبية الجزائرية لعمارة بن يونس التي تؤمن بمبادئ الليبرالية، وهذا ما قد يجعل من تحالفنا معه محل إشكال رغم أنه شريك لنا في الحكومة، مضيفا "ليس لنا إشكال في التحالف مع حزب تاج لعمار غول". لكن ألا يعني تفكير الجبهة في التوافق على مرشح رئاسي أنها أسقطت بالكامل فرضية العهدة الرابعة من أجندتها؟ تسأل "البلاد" فيجيب سي عفيف قائلا "نحن ندرس كل الفرضيات، ولو قدر للرئيس بوتفليقة أن يتعافى وقرر الترشح لعهدة أخرى، فالأكيد أن الجبهة ستقف إلى جانبه". وبخصوص ما يثار حول تحركات علي بن فليس للترشح في الرئاسيات، اعترف عضو المكتب السياسي بوجود أعضاء من الأفلان يساندون الأمين العام الأسبق، لكنه أكد أن ترشيح حزبه لأي شخصية سياسية لن يكون إلا من خلال اللجنة المركزية الوحيدة المخول لها الفصل في موضوع الرئاسيات.