أطلقت السلطات الموريتانية المواطن الكندي من أصل كوري جنوبي، المدعوهارون يون، الذي تم اعتقاله في شهر ديسمبر عام 2011، عندما قدم الى شمال إفريقيا رفقة كنديين اثنيين للانخراط في مخيمات تدريب تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وهي الاتهامات التي نفاها يون، مؤكدا أنه جاء لتلقي تعليم ديني. وكان المدعي العام الموريتاني أحمد ولد عبد الله، أعلن مساء أول أمس الأحد أن المحكمة قررت إطلاق سراح المواطن الكندي المحتجز في سجونها، لأنه استنفد مدة عقوبته ودفع غرامة ب 2000 دولار، وسيتم ترحيله الى موطنه. يذكر أن الادعاء العام في العاصمة الموريتانية نواكشوط كان قد طلب تسليط عقوبة 10 سنوات سجنا على هارون يون، نظرا لارتباطه بنشاطات إرهابية خطيرة، وتجنيد إرهابيين. وأخذت قضيته أبعادا أكبر بعدما تم العثور على جثتي صديقيه اللذين قدم معهما إلى شمال إفريقيا ضمن الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم الأرهابي على منشأة إنتاج الغاز في تيڤنتورين منتصف شهر جانفي الماضي، حيث التحق الثلاثة بأحد المعسكرات التي أقامها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مناطق بشمالي مالي، لكن إلقاء القبض على يون في العاصمة الموريتانية جعلته يتخلف عن الالتحاق بصديقيه مع جماعة مختار بلمختار التي نفذت الاعتداء الدموي. وبالرغم من أن الأدلة التي تشير الى تورط هارون يون في التخطيط لهجوم تيڤنتورين، الذي راح ضحيته العشرات من العمال الجزائريين والأجانب، قد لقي اهتماما كبيرا من طرف منظمات حقوق الإنسان الدولية، وعلى رأسها منظمة العفو الدولية التي أوفدت رئيس فرعها في كندا، أليكس نيفي، خاصة إلى موريتانيا، للتحقيق في شائعات تحدثت عن سوء معاملته هناك، والذي خرج بتقرير أكد فيه أنه يعتقد بصحة المزاعم التي تقول إن يون تعرض للتعذيب وسوء المعاملة في السجون الموريتانية. وكان لاعتقال المواطن الكندي تأثير على الأمن في موريتانيا، حيث أعلنت كتيبة "الموقعون بالدماء"، التي يقودها الإرهابي الجزائري مختار بلمختار تنفيذها العديد من الهجمات الانتقامية على التراب الموريتاني ردا على احتجاز هارون يون، مما يؤكد أن علاقته بالتنظيم المسلح قائمة رغم نفيه ذلك. ومن المنتظر أن تفتح عودة يون الى موطنه كندا مجددا النقاشات التي انطلقت في الآونة الأخيرة حول انتشار التطرف وسط قطاعات واسعة من الشباب، حيث شكل تورط ثلاثة من مواطنيها في هجوم تيڤنتورين صدمة كبيرة، دعت إلى مراجعة سياسات الهجرة وطرق التعامل مع الأوساط الشبانية للحيلولة دون وقوعهم تحت تأثير المتطرفين. علي العقون