قبل ملك المغرب محمد السادس استقالات خمسة من الوزراء كانوا قد قدموها أوائل الشهر الجاري احتجاجا على سياسة رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران في المجال المالي خاصة، الأمر الذي يفتح الطريق له لتشكيل حكومة جديدة. وقال الديوان الملكي في بيان خاص إن العاهل المغربي، الذي تبقى له الكلمة الحاسمة في قبول الاستقالات أو رفضها، تسلم من طرف بن كيران الاستقالات التي قدمتها مجموعة من الوزراء الأعضاء في حزب الاستقلال حيث أعطى الملك موافقته عليها. وكان الوزراء الخمسة، الذين ينتمون لحزب الاستقلال ثاني أكبر حزب في الائتلاف الحكومي، قد قدموا استقالاتهم في التاسع جويلية الحالي إلى رئيس الحكومة المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي، في حين رفض سادس تقديم استقالته وقال الحزب إنه سيتخذ إجراءات تأديبية بحقه. وذكرت تقارير أن بن كيران سيبدأ خلال هذا الأسبوع مشاورات مع عدد من الأحزاب الممثلة في البرلمان بهدف بحث إمكانية انضمامها إلى الأغلبية الحكومية، التي تضم حاليا حزب الحركة الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية، إضافة إلى حزب العدالة والتنمية. وذكرت تقارير إعلامية أن مشاورات بن كيران ستنطلق مع حزب التجمع الوطني للأحرار "المعارض" الذي يملك 54 مقعدا برلمانيا، والذي أبدى في وقت سابق في بيان استعداده للمشاركة في الحكومة المقبلة بهدف الإسراع في ما وصفها بمعالجة الوضع الراهن. وكانت عدة شخصيات قيادية في حزب العدالة والتنمية قد دعت إلى تبني سيناريو إجراء انتخابات تشريعية مبكرة لحسم الأزمة الحكومية، وهو ما اعتبره بن كيران مواقف شخصية لا تعبر عن الموقف الرسمي للحزب، في حين أكد حزب الأصالة والمعاصرة "المعارض" على لسان الناطق الرسمي باسمه حكيم شماس استعداد حزبه لتلك الانتخابات.