التونسيون احتجوا على قرار الجزائر في تحديد سقف تزودهم بالوقود 100 مليار دج خسائر الجزائر سنويا من تهريب الوقود تونس تستهلك 30 ٪ من الوقود الجزائري المهرب قام تونسيون ليلة أول أمس، بمنع الجزائريين من دخول أراضيهم في بعض المعابر البرية، وذلك احتجاجا على قرار السلطات الجزائرية بتقليص كميات الوقود التي يتزود بها التونسيون من الأراضي الجزائرية. وأغلق تونسيون ينتمون إلى المناطق الحدودية مع الجزائر، المعبر الذي يربط بين حزوة من ولاية توزر والأراضي الجزائرية، كرد فعل على قرار السلطات الجزائرية بتشديد الرقابة على عملية التزود بالوقود على حدودها الشرقية، حيث عمدت إلى تقليص كمية تزود التونسيين من الوقود إلى 0.5 دولار، حرصا منها على القضاء على التهريب الذي أنهك ميزانية الدولة، وقام التونسيون على إثر ذلك بتوقيف جميع السيارات الجزائرية المتوجهة نحو تونس ومنعها من العبور، كما قام أهالي فريانة من ولاية القصرين بإغلاق معبر بوشبكة ومعبر ببوش للأسباب ذاتها. وكان وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي، قد كشف عن أن ظاهرة تهريب الوقود أثقلت كاهل الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى تهريب 1.5 مليار لتر من الوقود بأنواعه من الجزائر كل سنة، وهو ما يعادل 100 مليار دج، والتي قال بأنها تكفي لإنجاز عديد المشاريع، وأضاف بأن الاحصائيات تشير إلى وجود 600 ألف سيارة خارج الوطن تزود بالوقود الجزائري المهرب، ويتركز التهريب على الجهة الغربية للبلاد بنسبة 60 ٪ والشرقية ب 30 ٪ وبالباقي عبر الحدود الجنوبية. يأتي هذا، في وقت تعجز فيه الجزائر عن تلبية الطلب الداخلي من الوقود بسبب فشلها في مجال تصفية البترول حسبما أكده خبراء اقتصاديون، حيث تقوم بتصدير البترول الخام وتستورد البترول المصفى من عدة دول خصوصا أوروبا، حيث استوردت 2 مليون طن من المازوت و500 ألف طن من البنزين في 2012 لتغطية الطلب المحلي، كما أكدت الإحصائيات ارتفاع الواردات من الوقود في السنوات الأخيرة بنسبة 77 ٪ سنة 2011 مسجلة 3.2 مليون طن مقابل 3.1 مليون طن في 2010، وارتفعت واردات المازوت الذي يعد الأكثر استعمالا بسبب السعر المنخفض واستعماله في الصناعة والفلاحة، إلى 2 مليون طن في 2012. وتشير إحصائيات إلى أن 54 محطة موجودة بولاية تبسة الحدودية مع تونس، تستهلك من الوقود 8 أضعاف ما تستهلكه جميع المحطات الموجودة في العاصمة، والذي يوجه معظمه للتهريب حتى أصبحت تونس لا تستورد الوقود وإنما تغطي حاجتها بالكميات المهربة من الجزائر، كما أن أغلب محطات تبسة موجودة فقط على الورق، ولا يشتغل منها إلا 10 محطات، و30 ٪ من سكان الولاية يعيشون على التهريب.