حذر خبراء في شؤون الإرهاب العالمي، من تنامي قوة تنظيم القاعدة في منطقة الصحراء الكبرى، من أن التنظيم يقوم حاليا بإعادة تنظيم صفوفه، وتجميع قواته من أجل العودة للنشاط المكثف في المستقبل القريب، حيث اعتبروا أن معظم دول المنطقة لا تملك قوة الردع الكافية لمكافحة العناصر الإرهابية التابعة للقاعدة. وأجمع الخبراء الذين تحدثت إليهم وكالة الأنباء الفرنسية، على أن التنظيم المسلح في منطقة الساحل يسير على نفس النهج الذي تطورت عليه جماعة بوكو حرام النيجيرية، حيث مرت بنفس المراحل التي يعيشها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إذ أصبحت تتبع تكتيكات مشابهة في تنفيذ العمليات ضد الأهداف المحلية والأجنبية وكذلك اعتمادها على أسلوب الخطف من أجل الفدية. وفي هذا السياق، يقول رودولف عطالله، الباحث في مركز "أنصاري" للدراسات الإفريقية الذي مقره الولاياتالمتحدةالأمريكية "إن أي دولة في منطقة الساحل هي فريسة سهلة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الذي نمت قوته بشكل كبير نتيجة توفر الأسلحة المهربة بكميات معتبرة، إضافة إلى سوء المراقبة والتحكم في الحدود بين دول الساحل، وهو ما نتج عنه فراغ أمني كبير أعطى هامشا لتحرك الجماعات المسلحة". وأكد عطالله أن من الأسباب الأخرى التي ساهمت في تقوية نشاط التنظيم الإرهابي هو سو التسيير الحكومي، إضافة إلى انتشار الفقر على نطاق واسع، والنزاعات العرقية. أما رئيس هيئة مكافحة الإرهاب في الاتحاد الإفريقي "فرانسيسكو كايتانو" فقد أكد "أن العمليات العسكرية الفرنسية التي انطلقت في شمال مالي مطلع السنة الجارية لم تؤد إلى توقف عجلة العنف، حيث شهدت مدن كبرى مثل تومبكتو و غاو و كيدال هجمات انتحارية بعد شهور من القضاء على سيطرة تنظيم القاعدة وحلفائه على المناطق الشمالية في مالي". وأضاف "كايتانو" بناء على وصفها بالمعلومات المؤكدة "أن جنوب ليبيا هو منطقة إعادة التجمع الأساسية لمسلحي القاعدة بعد مغادرتهم التكتيكية لمعاقلهم السابقة في شمال مالي، الأمر الذي استدعى تدخلا سريعا من الاتحاد الأوروبي الذي أحس بأن الخطر يزداد مع الوقت، حيث اقترح على طرابلس المساعدة في مراقبة حدودها لمنع تهريب الأسلحة وتسلل المسلحين". وأكد الخبراء أن الحلقة الأضعف في منطقة الساحل في النيجر التي تعاني من عجز كبير في تأمين مناطقه من النشاطات الإرهابية، حيث تعتبر ضمن أفقر الدول في العالم، الأمر الذي أثر على نشاطات التسلح وتأهيل الجيش فيها. وفي هذا السياق، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني أن النيجر قامت بتشكيل قوات خاصة لمكافحة الإرهاب، ينتشر عناصرها أساسا في المناطق الحدودية مع كل من ليبيا والجزائر ومالي وتتلقى دعما كبيرا من الاستخبارات الفرنسية والأمريكية.