تضاربت أمس الأنباء حول حصيلة الاشتباك المسلح بين وحدات الجيش الموريتاني وعناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة “حاسي سيدي”، شمال غرب تومبكتو المالية، في وقت جدد الرئيس المالي، أمادو توماني توري، دعوته لبلدان ضفتي المتوسط القيام بمطاردة العناصر الإرهابية على أراضيه المخابرات الفرنسية تقرر تنشيط المخبرين في صفوف الطوارق وتحصي 52 اختطافا منذ 2002 ونفى مصدر عسكري موريتاني مشاركة فرنسا ميدانيا وأنها اكتفت بتقديم معلومات دقيقة عن العملية، فيما تحدث شهود عيان عن تحليق طائرات فرنسية في المنطقة. صرح مصدر عسكري موريتاني أمس لوكالة نواكشوط للأنباء، أن الحصيلة الأولية للمعركة التي دارت أول أمس بين وحدات الجيش الموريتاني وعناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في بلدة “عرش هندي” تؤكد مقتل 12 إرهابيا وإصابة العديد منهم بجراح، فيما فقد الجيش اثنين من جنوده، في وقت تتحدث فيه مصادر مالية قريبة من التنظيم الإرهابي عن مقتل العديد من العسكريين الموريتانيين. وأضاف المصدر العسكري الموريتاني بالقول إن الجيش يسيطر بشكل كامل على الوضع وقد تمكن من حجز كميات كبيرة من العتاد العسكري في مخابئ للتنظيم. كما تضاربت الأنباء المتعلقة باستمرار العملية العسكرية الموريتانية على الأراضي المالية، بين طرف يؤكد انتهاءها أول أمس وآخر يتحدث عن تجدد المواجهات صباح أمس، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر موريتاني قوله إن الهجوم العسكري استهدف موكبا من ثماني سيارات تقل مسلحين تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقالت مصادر أخرى إن الاشتباكات توقفت ليلا وتجددت صباح أمس. وتوجد جيوش بلدان دول الساحل من النيجر وموريتانيا ومالي وبوركينافاسو في حالة تأهب قصوى منذ اختطاف سبعة أجانب يعملون في شركتين فرنسيتين بالنيجر، حيث انتشرت وحدات الجيش النيجري على الحدود بين الجزائر ومالي تعقبا لآثار العناصر الإرهابية ولم تشارك مالي بشكل مباشر في العملية الموريتانية، ولكن الرئيس، أمادو توماني توري، قد تحدث في تصريح صحفي لإذاعة فرنسا الدولية عن التعاون مع موريتانيا وجدد دعوته إلى دول ضفتي المتوسط إلى مطاردة عناصر تنظيم القاعدة على أراضي بلاده. وفي السياق أكد مسؤول عسكري موريتاني على أن العملية العسكرية دليل على التزامها بالقضاء على الإرهاب الذي مس أمن الدولة مرات عديدة. وإن كان مصدر عسكري موريتاني قد نفى مشاركة فرنسا جنبا إلى جنب مع موريتانيا في الهجوم العسكري على موكب سيارات المسلحين، فإنه أكد أن “الحلفاء”، ومن ضمنهم الفرنسيون، قد مدوا موريتانيا بمعلومات دقيقة حول العملية، فيما تحدثت مصادر جزائرية نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية مشاهدة طائرة فرنسية تحلق في المنطقة. وعن الأجانب السبعة المختطفين، ومنهم خمسة فرنسيين، ذكرت مصادر أمنية نيجيرية وجزائرية أن الرهائن قد عبروا الحدود النيجرية المالية، وهم متواجدون حاليا بصحراء مالي. كما رجحت مصادر أخرى وجود تواطؤ بين الطاقم الأمني للشركتين الفرنسيتين والمختطفين. وشكلت عملية الاختطاف الجديدة بالنيجر تحديا آخر لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسية، الذي يثبت تواجدا مكثفا في منطقة الساحل منذ سنوات، حيث صرح أمس رئيس الجهاز، إيرار كوربن دي مونجو، أن المخابرات سجلت 52 عملية احتجاز للرهائن منذ 2002، ما يشكل عملية اختطاف كل شهرين، وأشار إطار بجهاز المخابرات الفرنسية لصحيفة “لوفيغارو” إلى أن عمليات الاختطاف حولتهم كثيرا عن نشاطهم وأخذت الكثير منه، كما أن الجهاز يخضع لضغوط من السلطات السياسية التي تطالبه بالنتائج. وكشف خبير من داخل الجهاز عن التوجه نحو إعادة تنشيط المخبرين في صفوف الطوارق لفائدة فرنسا، حيث يرجح وجود تواطؤ بين الطوارق وعناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.