انضم رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، لركب "الزاهدين في رئاسيات 2014"، وفضّل الاقتداء بالرئيس السابق ليامين زروال، ورفض الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، حسبما علمته "البلاد" من وفد تنقلّ لمقر إقامته بالعاصمة من أجل الحديث معه ودعوته للترشح للانتخابات القادمة. وقال حمروش لوفد من المجتمع المدني الذي تنقل خصيصا لمطالبته بالترشح، إنّه يتواجد في سن متقدمة، وسبق له أن شغل مناصب ومسؤوليات رفيعة بمؤسسات الدولة، والأجدر أن يحكم الجزائر من له إمكانات العطاء وتقديم الجديد، مشيرا إلى أنّ للجزائر رجال بمقدورهم تسيير أصعب الفترات وإنجاح المرحلة المقبلة. وحسبما علمته "البلاد" من أحد الذين زاروه بمقر إقامته بالعاصمة، فإنّ رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، أشار على زواره والوفد الذي دعاه للترشح، بمساندة ودعم رئيس الحكومة السابق، والمرشح الرئاسي في سنة 2004، علي بن فليس، معتبرا أنّه رجل بمقدوره تسيير الجزائر في هذه المرحلة الحساسة. وكان مولود حمروش، قد قال في آخر تصريح إعلامي له، أنّه لم يحدّد أي شيء بخصوص ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ولم يبد آنذاك حمروش أي رغبة في خوض غمار الرئاسيات المقبلة، مستغربا من تسرع البعض في التسويق لاسمه ضمن قائمة المرشحين لرئاسيات 2014، ما فهم وقتئذ بأنّ "الإصلاحي" حمروش زاهد في انتخابات الرئاسة القادمة. ويفهم من الحديث الذي جمع حمروش بالوفد الذي زاره قبل أيام، أنّ الرجل يتجه نحو دعم علي بن فليس، الذي يستعد حاليا للإعلان عن ترشحه بشكل رسمي بمجرد فتح مجال الترشيحات لرئاسيات 2014، وسيكون دعم رجل بوزن رئيس الحكومة الأسبق، مولود حمروش، بالغ الأهمية لدى بن فليس، باعتبار أنّ لحمروش قاعدة شعبية لا بأس بها، إضافة لعلاقاته الوطيدة مع مجموعة من الأحزاب السياسية، خصوصا تلك الأحزاب المحسوبة على تيار المعارضة، تتقدمها جبهة القوى الاشتراكية، وحتى حزب العدالة والتنمية لزعيمه الشيخ عبد الله جاب الله، ما من شأنه أن يكون مصدر قوة لبن فليس، يستطيع من خلاله، كسب ود ودعم ومساندة مجموعة من الشخصيات الوطنية والسياسية المعروفة، إضافة لأحزاب ومنظمات شعبية، ما قد يرجّح موازين الفوز لصالحه. وقد تبنى حمروش نفس خطاب الرئيس السابق ليامين زروال، الذي ردّ على الدعوات الكثيرة المطالبة بترشحه لرئاسيات 2014 والعودة من جديد لقصر المرادية بقوله "أنه يوجد في سن متقدمة، والأجدر أن تسند المهمة لإطارات شابة، لأن الجزائر شابة"، رافضا بذلك الاستجابة للدعوات والترشح للرئاسيات المقبلة، ولكن حمروش، خالف نوعا ما الرئيس زروال وأحال أنصاره لخيار آخر تمثل في علي بن فليس، ولا يعرف لحد الساعة ما إذا كان الرئيس ليامين زروال أيضا يدعم بن فليس أم لا؟.