رفض الرئيس السابق اليمين زروال رسميا الترشح لانتخابات الرئاسية المقبلة، هذا بعد أن تجمهر العديد من المواطنين من ولاية باتنة صبيحة أمس الاربعاء، أمام منزله، مطالبين منه العودة إلى قصر المرادية. وحسب مصادر مقربة من الرئيس السابق زروال، أكدت أنه رفض بشكل رسمي الترشح للانتخابات الرئاسية 2014، بعد محاولات عديدة من طرف لجنة أبناء الشهداء لولاية باتنة، وخرج زروال الى الشعب و تحدث اليهم مطولا داعيا منهم تقدير موقفه. وجاء هذا القرار الرسمي لرفض الرئيس الأسبق للمجلس الأعلى للدولة ثم رئيس الجمهورية، اليامين زروال، عدم رغبته في خوض الرئاسيات المقررة في 2014 وعدم العودة إلى الساحة السياسية، بالرغم من دعوات الترشح والتزكية التي وجهت له من قبل العديد من الفعاليات السياسية والأسرة الثورية وبع أيام قليلة عن تنصيب ما يعرف بلجنة وطنية لإرغام الرئيس الأسبق اليامين زروال، وهي اللجنة التي تضم أبناء الشهداء وأفراد من الأسرة الثورية. وكان زروال قد لمح أنه سيقطع الشك باليقين، في مسألة عدم رغبته، ولا استعداده للترشح مجددا لمنصب رئاسة الجمهورية، تحسبا لرئاسيات 2014، مثل تلك التي نشرها قبل رئاسيات 2004 بعدما ناشدته العديد من المنظمات والجمعيات واللجان الشعبية، الترشح والعودة من جديد لمبنى المرادية، التي كتب فيها أنه لا يؤمن بالرجل الملهم، وأنه يفضل تسليم المشعل للجيل الجديد، وأنه اعتزل السياسة دون رجعة، وستتضمن الرسالة ردا قاطعا وحازما، مقتنعا فيه بعدم الترشح لرئاسيات 2014. كما جاء هذا الرفض الرسمي لزروال بعد أن كشفت مصادر إعلامية أنه قبل بصفة رسمية مناقشة فكرة خلافة الرئيس بوتفليقة، عبر قبوله استقبال لأول مرة وفودا من عشرين ولاية جزائرية، من الأسرة الثورية، الذين يطالبون بتوليه الحكم لفترة انتقالية من سنتين، بعد انتهاء ولاية بوتفليقة، والتحضير بعدها لانتخابات رئاسية مفتوحة. وكان الضابط السابق في الاستخبارات العسكرية، محمد شفيق مصباح، هو أول من طرح فكرة عودة الرئيس السابق اليامين زروال الى الحكم لفترة انتقالية لمدة سنتين، تكون بعدها انتخابات رئاسية مفتوحة، منوها إلى أن عودة زروال ينبغي أن تكون مطلبا شعبيا وليس مطلب جهة نافذة، وهو على ما يبدو السيناريو الذي شرع فيه من خلال الإيحاء للأسرة الثورية من أبناء الشهداء، بسبب وزنها الاجتماعي لتقوم بهذا الدور، ويذكر أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء إلى الرئيس السابق اليامين زروال للعودة إلى الحكم، حيث سبق وأن رفض ذلك عدة مرات، وخاصة سنة 2009، عندما نشر رسالة اعتذار عبر الصحافة يؤكد فيها زهده في منصب الرئاسة.