أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أن منفذ عملية اغتيال السياسي والعضو في الجمعية التأسيسية محمد براهمي يرتبط بعلاقات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتورط في عمليات تهريب أسلحة في المنطقة الحدودية على مستوى الحدود الغربية مع الجزائر. وأضاف بن جدو أن المدعو بوبكر حكيم البالغ من العمر 29 سنة، والمولود في فرنسا هو منفذ عمليتي الاغتيال اللتين أودتا بحياة المعارضين شكري بلعيد شهر فيفر، ومحمد براهمي يوم الخميس الماضي، حيث أكدت التحقيقات أن الضحيتين تم اغتيالهما بالسلاح نفسه وباستعمال دراجة نارية. وكانت السلطات التونسية قد أعلنت عن إلقاء القبض على خلية من الجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بعد اغتيال المعارض شكري بلعيد، لكن حكيم بوبكر الرأس المدبرة للعملية لم يكن ضمنهم، وبعد مداهمة منزله تم العثور على كميات معتبرة من الأسلحة. وبعد عملية الاغتيال التي تعرض لها السياسي التونسي محمد براهمي مؤخرا عاد اسم حكيم بوبكر للتداول مجددا على نطاق واسع، وحول عقيدته السلفية المتشددة التي جعلته ينخرط في النشاطات الإرهابية وتهريب الأسلحة من ليبيا التي تستعملها التنظيمات المتفرعة عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في عمليتها بجبل الشعانبي المحاذي للجزائر الذي أقامت فيه معسكرات تدريب لمقاتليها، وإقامة حصون وزرع ألغام لاستهداف عناصر الجيش التي تسعى لإنهاء تواجد المتطرفين في المنطقة. وتعيد هذه المعطيات الجديدة حدة الجدل الدائر في تونس حول زيادة سطوة الجماعات السلفية، وتهديدها للأمن الوطني حيث أصبح خطر هذه الجماعات أكثر نظرا لارتباطها بعمق إقليمي يتمثل في فرع القاعدة الناشط في الجزائر، وكذلك بالجماعات المرتبطة به في ليبيا التي أصبحت تمثل جنة السلاح الذي يتوفر بكميات كبيرة، ويحاول التنظيم الإرهابي نشره على مساحات واسعة في منطقة شمال إفريقيا والساحل لبعث نشاطاته من جديد ضد الأهداف المحلية والأجنبية. وهو ما يؤكده تصريح الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي الذي قال "هناك مخطط لوضع قدم للإرهاب في تونس وإدخال أسلحة وتركيز مناطق تدريب للإرهابيين"، وهو ما يعني أن الجزائر التي تعاني من مشاكل حدودية مع تونس، حيث تم إحباط عمليات تهريب أسلحة، والعثور على خرائط تحتوي على مراكز عسكرية حدودية تابعة لجيشي البلدين. وكان الرئيس التونسي منصف المرزوقي قد أكد أن كميات كبيرة من الأسلحة تم تهريبها إلى الإسلاميين المتشددين في تونسوالجزائر. وصرح في مقابلة مع مجلة "وورلد توداي" البريطانية، "إن كميات كبيرة من الأسلحة التي كانت بحوزة نظام معمر القذافي وصلت إلى الإسلاميين في ليبيا، وتم نقلها إلى الجماعات المسلحة بتونسوالجزائر". وأضاف أن الخطر يأتي من الأشخاص الذين "ينتقلون إلى مالي للتدرب على الجهاد، كما في أفغانستان، ليعودوا بعد ذلك إلى تونس". وأضاف المرزوقي "إن إعادة النظام إلى مالي سيكون رهانا أساسيا للدبلوماسية التونسية خلال السنوات الثلاث القادمة".