شهدت ولاية البليدة خلال الأسبوع الثاني من شهر رمضان الكريم، عودة ظاهرة التجارة الفوضوية إلى العديد من بلدياتها وشوارعها الكبرى، حيث احتل التجار الفوضويون الأرصفة وحواف الطرقات الولائية والوطنية على حد سواء، وذلك بعد الحملة التي عرفتها الولاية خلال الأشهر الماضية على غرار باقي ولايات الوطن، تطبيقا للقرار الوزاري القاضي بالقضاء على مظاهر التجارة الفوضوية، حيث تمت إزالة ما بين شهر سبتمبر وجوان من السنة الجارية 30 سوقا فوضوية كان يزاول فيها أكثر من 1160 تاجرا نشاطهم التجاري بطريقة عشوائية. غير أن حلول شهر رمضان الكريم كان بمثابة فرصة للعشرات من التجار الفوضويين لعرض مختلف سلعهم وتحويل الشوراع والطرقات إلى أسواق موازية. الأمر الذي وجدت فيه السلطات المعنية نفسها مضطرة إلى التغاضي عن ذلك في ظل عجزها عن إيجاد بدائل لهم، خاصة أن أغلب المشاريع الخاصة بالأسواق الجوراية التي برمجتها المجالس المحلية لاتزال في طور الإنجاز ولم تستلمها بعد. هذا وقد أعرب أصحاب المحلات في حوارهم ل"البلاد" عن امتعاضهم الشديد من عودة نصب طاولات البيع الفوضوية، بعدما لاقوا ارتياحا كبيرا بتطبيق قرار وزارة الداخلية، فيما اشتكى البعض الآخر من حالة الفوضى التي يحدثها هؤلاء الباعة من خلال الضجيج والأوساخ وبقايا السلع التي يخلفونها وراءهم، ناهيك عن إعاقتهم حركة مرور الراجلين وحتى المركبات. المعدنوس والديول وقلب اللوز تغزو أرصفة أسواق البليدة أهم ما لفت انتباهنا في جولتنا الاستطلاعية ككل شهر رمضان كريم من كل عام، تجار من نوع خاص ينصبون طاولاتهم لبيع أي شيء، فبين بائع "المعدنوس" وبائع "الديول" و"قلب اللوز" الذين اكتسحوا أرصفة الأسواق الشعبية المنتشرة عبر تراب الولاية كسوق قصاب وسط المدينة وسوق بوفاريك وغيرها من أسواق البليدة. باعة لا يكتفون بنشاطهم الموسمي والرمضاني فقط بل تصبح أنشطتهم وأماكن البيع ملكية خاصة وحقا مكتسبا يصعب الاستغناء عنها أو إخراجهم منها حتى بعد رمضان لتعود الأسواق الفوضوية ترتفع من جديد رغم الجهود المبذولة من طرف السلطات المعنية من أجل التقليص منها على الأقل. وحسب مصدر "البلاد" فإن آلاف التجار الفوضويين يعملون لفترات موسمية محددة خاصة في شهر رمضان الفضيل، ينتشرون عبر مختلف نقاط البيع الفوضويةالثابتة. وتعتبر أيضا هذه الأسواق الفوضوية ضمن الأسواق المتحركة التي تنشط عبر الأرصفة بمحاذاة الأسواق والهيئات.. دون احتساب باقي الباعة الفوضويين. ... الأسواق الفوضوية قبلة كل الشرائح الاجتماعية لم تعد الأسواق الفوضوية تستقطب الطبقات الفقيرة والمعوزة من المجتمع بل أضحت الوجهة الأولى لميسوري الحال وجميع شرائح المجتمع الذين لا يتوانون عن اللهث وراء كل ما هو بخس أيا كانت العواقب، وأصبح المستهلك يلهث وراء الأسواق الفوضوية في رحلة بحث عن الأسعار التي تلائم جيبه دون التفكير في نوعية المنتوج أو الكمية. وعلى الرغم من التحذيرات المستمرة للسلطات المعنية والمختصين في الصحة، إلا أنها لا تزال تنتشر بقوة لتصنع صورة متناقضة عن الممارسات الفوضوية والشرعية. ولعل سوق "باب الدزاير" بوسط مدينة البليدة نموذج حي وواضح عن تزاوج مجموعة من الأسواق الفوضوية والمساحات التجارية الشرعية وكلاهما يوفر مختلف أنواع السلع من الخضروات والفواكه إلى الملابس ومستحضرات التجميل، فضلا عما يحتاجه جميع أفراد العائلة في حياتهم اليومية بأسعار مختلفة وتنافسية بل زهيدة في بعض الأحيان بالأسواق الفوضوية مما جعل هذه الأسواق العشوائية القبلة الأولى للعائلات لاسيما العائلات المحدودة الدخل. الجدير بالذكر أن والي البليدة محمد أوشان كان قد أمر مؤخرا بتسليم 7 أسواق مغطّاة خلال الأسبوع الأوّل من رمضان، وهي الأسواق الموزّعة عبر بعض بلديات الولاية كبلدية بني مراد، الشفّة، موزاية وبوفرة، على أن تنتهي الأشغال ب 6 أسواق أخرى شهر سبتمبر المقبل. وجاءت تلك المشاريع للقضاء على الأسواق الفوضوية التي فرضت نفسها مباشرة بعد حلول الشهر الفضيل في أسبوعه الثاني.