أبدى القيادي والنائب السابق بالمجلس الشعبي الوطني عن حركة النهضة، محمد ذويبي، العائد أول أمس من العاصمة الأردنية عمان، بعد إجرائه لعملية جراحية دقيقة على مستوى عينه اليمنى، عزما وإصرارا شديدين لمواجهة جبروت وطغيان الكيان الصهيوني مرة أخرى، مؤكدا أن ''انتصار قافلة الحرية السلمية يظهر بوضوح في الأبعاد التي تمكنت من كشفها للرأي العام الدولي''. ومن خلال الزيارة التي قادت ''البلاد'' أمس إلى بيت المصاب الوحيد على متن ''أسطول الحرية''، تبين أن الرصاص الإسرائيلي لم يحبط من عزيمة القيادي، بل بالعكس، زاده قوة وصمودا، حيث انطلق من قاعدة ''الخبر ليس كالمعاينة''، لذلك فكل من عاش الحدث، حسبه، تلقى رصيدا إضافيا من الإرادة للعودة إلى غزة، مضيفا ''إن حماقة إسرائيل التي اقترفتها على مياه دولية وفي حق متضامنين سلميين، ما هي إلا رسالة سياسية وجهتها إلى العالم بأسره، أرادت من خلالها إعطاء عبرة لكل من تريد أن تسول إليه نفسه لكسر الحصار على القطاع الغزاوي أو مجابهة إسرائيل، لذلك يجب أن يستفيق العرب والمسلمين من سباتهم باعتبارهم الحلقة الأولى التي يسعى الكيان الصهيوني إلى ضرب استقرارها، وبعد ذلك القفز إلى البشرية جمعاء''، كما شدد المتحدث على ضرورة استغلال فرصة تقهقر قوة الكيان الإسرائيلي الذي أضحى مهددا في كينونته ووجوده لأخذ القضية الفلسطينية بجدية. ولم يختلف الجو العائلي الذي خيم على منزل ذويبي عن الاستقبال البطولي الذي حظي به في المطار الدولي هواري بومدين لحظة وصوله من العاصمة الأردنية أول أمس، حيث لم تكتم أسرة القيادي المعروف بمواقفه الجادة تجاه القضية الفلسطينية، فخرها واعتزازها بشجاعة المناضل الذي قدم روحه، إلى جانب 31 من أعضاء الوفد الجزائري المرافق له، فداءا لأرض الإسراء والمعراج. وفي هذا الإطار، أكدت الابنة هدى ذويبي، أنها سلمت أمر رجوع الوالد إلى الوطن للمولى عز وجل، قائلة ''في الحقيقة، لقد كنت مقتنعة، مثل باقي العائلة أن رجوعه إلينا مرهون بقضاء الله وقدره، نحن على دراية بوزن ملف القدس لدى الوالد لذلك كان الصبر سلاحنا الوحيد ولو قدر الله أن يكتب له الشهادة من أجل فلسطين لحمدناه لأن هذه الشهادة تعد نعمة على المسلمين''. أما عن المواقف الغريبة والطريفة التي صادفت ذويبي خلال رحلته نحو غزة، صرح بأنه استغرب كثيرا بشأن الجنود الإسرائيليين، الذين ظهروا في ثوب ''الجبان الخائف''، بالرغم من أنهم مدججين بالأسلحة، لكن من أغرب المواقف التي عاشها هي أثناء استكمال التحقيق وإحالته على الطاقم الطبي لمعاينته، حيث قال ''لقد تعجبت عندما سألني الطبيب إن كنت أعاني من أمراض، على غرار السكري، الضغط أو القلب وتجاهل الإصابة التي تلقيتها على مستوى عيني اليمنى!''.