يستعرض الفنان الأردني هشام الهنيدي في هذا الحوار، أهم أسباب الركود الدرامي والسينمائي في بلده ودور الدولة في تقزيم حجم فنانيها وتراجع مكانتهم، وذلك بعدما كانت الأردن خير سفير للفن في الخارج. كما يقف "الأكاديمي" الحاصل على شهادة "الماجستير" في الإخراج المسرحي من موسكو، عند أهم خصائص الدراما العربية الرمضانية لهذا الموسم. تقف الدراما الأردنية بمعزل عن الحركية الفنية العربية وتغيب في كل موسم عن ركب المنافسة التي أصبحت تشكل أقطابها سوريا ومصر ودول الخليج مؤخرا، فما تعليقك؟ ترحمي على الدراما الأردنية.. لقد انتقلت إلى ذمة الله، وهذا بسبب الحكومة الأردنية التي تعتبر الفن عارا على جبين البلد، ولعل هذا أهم سبب في تقزيم الفن والفنانين في بلدي.. إذا كان هناك من مسؤول عن هذا الجمود والركود، فالدولة هي المسؤول الأول.. لا يوجد في ميزانياتها ما هو مخصص لهذا القطاع. ولكنّ هناك قطاعا خاصا قد يكون في كثير من الأحيان بديلا عن دعم الحكومة؟ نعم.. لكن للأسف ليس في الأردن لأن رأس المال فيها جبان.. نحن كنا نشتهر بالدراما ولكن لأسباب خارجة عن إرادتنا توقف الفن الذي كان سفيرا للأردن في الخارج، وأغلب المؤسسات الخاصة تجهل هذه الميزة إلى أن جاءت حرب الخليج الثانية فكانت الفيصل. ماذا تقصد بالأسباب الخارجة عن إرادتكم؟ أقصد حرب الخليج الثانية، لقد كان هناك انتعاش فني في الأردن لا نظير له إلى أن جاءت الحرب وقلبت الموازين وتحول حال الفن من مهم إلى أذل. لماذا توجهت إلى الدبلجة الوثائقية و"الكرتونية" على حساب الدراما والسينما؟ لكل الأسباب التي قلتها سابقا، ولانعدام دعم في المجالين.. ولأنني مجبر لا ولست مخيرا، كما أن "الدوبلاج" فن قائم بذاته.. صحيح أنه لا يمكن أن يكون بديلا عن الصورة ولكنه فن وأصبحت محترفا فيه. ولماذا لا تشارك في أعمال مشتركة كما يفعل الكثير من الفنانين؟ ليس عيبا هذا الأمر، ولكني لم أتلق عروضا بدليل أن هناك الكثير من الفنانين الأردنيين يشاركون اليوم في أعمال مصرية وسورية وحتى خليجية مثل عبير العيسى ومنذر رياحنة الذي حقق نجاحا كبيرا في الدراما المصرية. كيف تقيّم المسلسلات العربية التي تعرض في شهر رمضان وتصب أغلبها في قالب الحديث عن ثورات "الربيع العربي"؟ هي رد فعل سريع لأوضاع أمنية غير مستقرة بعد.. لا بد أن يمضي وقت على الأحداث السياسية في كل بلد حتى يتسنى لنا التقييم بشكل موضوعي وبالتحليل العميق. طيب.. ما موقفك من الثورات العربية خاصة في سوريا ومصر؟ كنا نأمل خيرا واعتقدنا للحظة أن الأوضاع ستتحسن لكن الرؤية أصبحت واضحة والله يستر مما سيحدث في العالم العربي.. نحن شعوب تدمر نفسها ودول تقضي على نفسها وشعوبها ولا مجال للديمقراطية في العالم العربي بعد أن أصبحت تترجم أساليب الديمقراطية فيها بالعنف والقتل.. علينا أن نقف لحظة تأمل ونطرح سؤالا واحدا: "لمصلحة من يحدث كل هذا.. من المسؤول عما لحق بالأمة العربية؟".. جمعك المسرح بفنانين جزائريين، كيف تقيم هذه التجربة؟ نعم، ومنهم الفنانة الكبيرة صونيا في مسرحية "ألف حكاية وحكاية" التي كان من المفترض أن أعرضها في الجزائر منذ سنوات، ولكن للأسف لم يتسن لي ذلك ومازلت أحمل بداخلي رغبة زيارة هذا البلد. ما هي مشاريعك في الفترة الحالية؟ أستعد بعد العيد لتصوير مشاهد مسلسل أردني بدوي بعنوان "رعود المزن" للمخرج أحمد دعيبس، وهو عمل مقتبس عن الرواية الشهيرة "روميو وجوليات".