يتحدث أبطال البرنامج الفكاهي الرمضاني "جرنان الڤوسطو" الذي لاقى رواجا واسعا خلال شهر رمضان، عن طريقة العمل التي انتهجها الفريق في التصوير، ويرى ضيوف "البلاد" أن الجرأة التي تبناها الفريق استمدت من الشارع الجزائري. وعن عدم التطرق لشخصية وزيرة الثقافة خليدة تومي في الوقت الذي تم تقليد معظم الوزراء، نفى الفريق أن يكون الخوف سببا في ذلك "لم يخفنا شكيب خليل وسلال فكيف تخيفنا خليدة تومي". ويعتبر العمل طفرة فنية في الجزائر من خلال المستوى الذي أظهره الفريق الشاب الذي استطاع كسر العديد من "الطابوهات" التي كانت غير مستباحة في وقت غير بعيد، حيث انتقدت حلقات العمل بطريقة هزلية لامست الطرفة الشعبية، أبرز الشخصيات السياسية بالبلاد، وذلك في سياق "كاريكاتوري" من خلال تسمية الأشياء بمسمياتها مما جعلها تتميز على الساحة الفنية الجزائرية التي عجت بالرداءة. - جرأتنا السياسية مستمدة من كره الشارع الجزائري للمسؤولين يرى فريق عمل "جرنان الڤوسطو"، أن الجرأة التي يتبناها في طرحه للواقع السياسي الجزائري، مستمدة من مقت الشارع الجزائري للساسة، والواقع المعاش، فيشير مخرج العمل عبد القادر جريو، إلى أن طرح الحياة السياسية بالجزائر في "جرنان الڤوسطو" ماهو إلا جزء بسيط جدا مما يشعر به المواطن تجاه المسؤولين بالبلاد، ونحن لم نفعل أكثر من إثلاج صدره بوضع شخصيات تقلد الوزراء وتطرح عليهم انشغالات المواطن بطريقة هزلية مؤدبة"، ويؤكد المخرج أنهم التزموا حدود آداب المهنة، وأن انتقاداتهم للوزراء وتسميتهم بأسمائهم، كان من الجانب المهني فقط، ولم يمس الجانب الشخصي، هذه الجرأة التي يراها محدثنا الشعرة الفاصلة بين الأدب والوقاحة هذه الأخيرة الذي أكد أن فريق العمل لم ينتهجها يوما طيلة الحلقات الخمسين الماضية للسلسلة. وأشار المتحدث إلى أن ردود فعل الشارع الجزائري تجاه الفقرة السياسية، كانت جد إيجابية وتجاوب معها، لأنها تشبه أفكاره، "وما يدور في ذهنه من مقت على الوضع الاجتماعي". كما رفض جريو أن تعتمد السلسلة لغة الخشب، كما تعود المشاهد الجزائري رؤيته عبر القنوات، "وإنما أردنا كسر حاجز الصمت وتمت كتابة الحوار بلغة الشارع المؤدبة التي تليق بالعائلة الجزائرية وحرمة الشهر الفضيل". - الصحافة الجزائرية كانت مصدر إلهامنا في كتابة الحلقات قال مخرج وكاتب حلقات برنامج "جرنان الڤوسطو"، إن هذه الأخيرة يتم كتابتها يوميا وفقا لما يصدر في صفحات الجرائد الوطنية، وأوضح محدثنا أن جرأة البرنامج لم تتخط حدود حرية التعبير التي يتحل بها الإعلام الجزائري، مشيرا إلى أن الخطوط العريضة للحلقات تكتب وفق الصفحات الأولى للصحف الجزائرية، هذه الأخيرة التي اعتبرها المتحدث المحرك الرئيس للبرنامج، حيث إن فريق العمل يجتمع لقراءة مختلف العناوين قبل انطلاق التصوير، لكتابة "السيناريو" وفق المستجدات السياسية والثقافية، والراهن الاجتماعي، لذلك "كنا يوميا مع الحدث الأمر الذي عزز ثقة المشاهد بفريق العمل، وجعله يتابع حلقاته بتركيز لشعوره أنه مرآة لأفكار وواقعه المعاش وهذا كان هدفنا من البداية". واعتبر جريو، الصحافة الوطنية أحد أهم عوامل نجاح العمل، الذي أسال الكثير من الحبر، والذي لفت انتباه المشاهد الجزائري منذ حلقاته الأولى، حيث أصبح يفطر على أنغام السلسلة التي تعزف على وتر الأزمات الاجتماعية التي يمر بها الشارع الجزائري، وأكد أن أي عمل فني يحتاج لاهتمام إعلامي، مشيرا إلى أن الأخير بمقدوره إنجاح وإفشال أي عمل مهما كان. - أثلجنا صدور المشاهدين حين كسرنا حاجز الصمت لم يتوقع فريق عمل برنامج "جرنان الڤوسطو"، كل هذا الرواج الذي لاقته سلسلتهم التي شدت المشاهد الجزائري منذ أولى حلقاته في جزئه الثاني، وحدثنا الممثل نسيم حدوش عن ردود الفعل الإيجابية الكبيرة التي تلقاها رفقة زملائه من الشارع، حتى أنهم في كثير من المواقف يصادفون من يستعمل ألفاظا ولدت من رحم بنات أفكار الفريق، وبعض المصطلحات التي راجت في أوساط الشباب على غرار تسمية "مول السطح"، التي تعبر في البرنامج عن رئيس الجمهورية، في حين يستعملها المواطن الجزائري للحديث عن أي مسؤول، وقد يكون هذا المسؤول والده، أو الأستاذ، وحتى الحماة التي سميت عند بعض الشباب "مولات السطح"، إلى جانب أغنية شخصية "موهوب"، التي تردد على طاولات بيع الألبسة، بكلمات مغايرة، إلى جانب اللهجة الأمازيغية المميزة أبطال العمل "دحمان"، زوج "كبسولة الحامل" وكذا المصطلحات التي ميّزت شخصية الشاب مدمن المخدرات "بحليطو" حينما يقول "أخطونا يا الدولة"، هذه الجملة التي لاقت رواجا كبيرا لدى الأوساط الشبابية، الأمر الذي أكده لنا فريق العمل، الذي يعتبر رواج المصطلحات الخاصة بالسلسلة دليل نجاحها. - التركيب ظلم الفنان رابح درياسة في رده على سؤالنا المتعلق بسبب تخصيص فقرة للاعتذار من الفنان رابح درياسة، خاصة أن من تابع البرنامج استنكر استخدام الممثلين لجملة "الله لا تردك يا رابح درياسة"، في أحد الحلقات، حيث اعتبر الاعتذار سابقة في البرنامج، خاصة أن هذا الأخير لم يسبق له أن اعتذر من أي شخصية انتقدها من قبل. وأكد مخرج "جرنان الڤوسطو" أنه وبعد أن شاهد الحلقة تنبه إلى أن المونتاج جاء بطريقة أظهرت أن فريق العمل قلل من احترامه للفنان الكبير درياسة، "الأمر الذي لم نقصده، ومن هنا فكرنا في طريقة ذكية تجعلنا نعتذر من شخصه في الحلقة الموالية، حيث استخدمنا تقليدا لصوت مول السطح وكأنه يلومنا على تناول شخصية درياسة بتلك السخرية غير المقصودة منا، لنعتذر بذلك بطريقة فنية ذكية، خاصة أننا نعلم أن الرئيس يقدر القامات الفنية في الجزائر". ويواصل "نحن لا يمكن أن نفكر في مجرد أن ندوس قيد أنملة على قاماتنا الفنية، فكيف نسخر من الفنان درياسة صانع أمجاد الأغنية الجزائرية وأحد أعمدتها". - لم نتلق أية تهديدات ولا خطوط حمراء غير الله والرسول أكد فريق العمل أنه لم يتلق أي تهديد من قبل أي جهة أو أي مكتب لأي مسؤول تم التطرق لشخصيته، معتبرا الحديث عن التهديدات غير وارد في الجزائر، كون ما طرح في البرنامج "كان واقعيا وليس مزورا، كما أنه مستلهم من سخط الشارع الجزائري على المسؤولين". وعن الخطوط الحمراء قال مخرج العمل، إن الفريق لا يعرف معنى الخطوط الحمراء، ولا يراها صالحة، إلا إذا مست الدين والثوابت الوطنية، مضيفا "اثنان فقط لا يمكننا الحديث عنهما وهما الله سبحانه وتعالى والرسول عليه الصلاة وسلّم.. أما الباقي من مسؤولينا فكلهم بشر وكلهم معرضون للانتقاد ومهمتنا كفنانين هي النقد في إطار الأدب ونحن لم نخرج عن هذا الإطار المهني". - لم نستهدف عمار غول وتكراره على حلقتين جاء صدفة أرجع المخرج عبد القادر جريو تجسيد شخصية وزير الأشغال العمومية عمار غول مرتين، إلى الصدفة البحتة، في ظل استضافة كل "الوزراء" مرة واحد فقط، معتبرا أن تصدر الوزير المذكور، للصحف الجزائرية في مناسبتين جعل البرنامج يركز عليه. وأوضح المتحدث أن البرنامج ليس مسيّسا ولا يريد أن يحسب على السياسة، ولا على أي تيار أو حزب معين، مؤكدا أن الفقرة السياسية في السلسلة لا تتجاوز ثلاث دقائق، في حين أن البرنامج يدوم عشرين دقيقة يوميا، كما رفض أن تستغل "جهات معينة البرنامج على أنه أداة لضرب أطراف لحساب أطراف أخرى، فجرنان الڤوسطو هو من وإلى المشاهد الجزائري". - فكرة "جرنان الڤوسطو" ليست لمحمد شرشال نفى مخرج البرنامج الفكاهي الرمضاني أن تكون فكرة البرنامج ل"السيناريست" محمد شرشال، مشيرا إلى أن هذا الأخير كان ضمن الطاقم الذي خط الأسطر العريضة لهذه الفسحة التي جمعت العائلة الجزائرية خلال الشهر الكريم. وأكد عبد القادر جريو أن فكرة "جرنان الڤوسطو"، لا تمت بصلة لمحمد شرشال الذي أكد في أكثر من مناسبة أن البرنامج وعنوانه فكرته، التي عرضها على إدارة القناة، غير أنها خرجت عن الاتفاق، مما اضطره للانسحاب منه وجعل إدارة البرنامج تواصل في فكرة البرنامج وتضيف على الفكرة الأولى. وفند مخرج البرنامج عبد القادر جريو تصريحات شرشال، مؤكدا أن العنوان والفكرة يعودان لمجهود فريق عمل كامل وأنهما ليسا لشرشال، مضيفا أن منتج العمل أصر على إنجازه لإيمانه بالفكرة، وأن "السيناريست" انسحب من القناة لأسباب شخصية. الفنان المقلد نسيم حدوش "موهوب" : لا أفكر في المشاركة ببرامج الهواة العربية قال الفنان الشاب، نسيم حدوش، وهو صاحب الصوت المقلد الشهير لشخصية رئيس الجمهورية، وعدد من الشخصيات السياسية والفنية، إنه لا يفكر في المشاركة ببرامج الهواة التي تبث على القنوات العربية على غرار "arabs got tallents"، مشيرا إلى أن طموحه عالمي خاصة أن مجاله "التقليد"، غير منتشر بالشكل القوي في عالمنا العربي، بالقدر الذي تولي له البلدان الغربية أهمية والمنافسة فيه محتدمة في ظل وجود أسماء لامعة". وتحدث صاحب شخصية "موهوب"، في سلسلة "جرنان الڤوسطو"، عن تقليده لمختلف الشخصيات، مشيرا إلى أنها موهبة يسعى إلى تطويرها، متأسفا في ذات السياق لعدم وجود قامات لهذا الجنس الفني في الجزائر. محمد خساني "أبو عبيدة" : تعاملت مع كبار الفنانين وفشلت و"جرنان الڤوسطو" أنقذني قال الفنان الشاب محمد خساني، مؤدي دور "أبو عبيدة" في برنامج "جرنان الڤوسطو"، إنه تحسر لمشاركته في "سيت كوم"، مع كوكبة من النجوم على غرار محمد عجايمي وفتيحة بربار وغيرهم، للفشل الذي حل بالمسلسل. وأكد محدثنا أنه لم يشاهد ولا حلقة من حلقاته لعدم رضاه عن نفسه وأدائه فيه، مضيفا أنه يتابع دوره في "جرنان الڤوسطو" بشكل يومي حتى أنه يعيد مشاهدة الحلقات مرارا وتكرارا وأنه راض كل الرضى عن أدائه في العمل الذي جمعه مع المخرج. الفنان عبد القادر جريو : رفضت عروضا للإخراج في أكبر القنوات قال مخرج "جرنان الڤوسطو" وأحد أبطال فيلم "زبانة" لمخرجه السعيد ولد خليفة، إنه رفض عديد العروض التي تلقاها من قبل مختلف القنوات الجزائرية والعربية، للإخراج في عدة برامج، مشيرا إلى أن طموحه الفني، كممثل يغلب على طموحاته الإخراجية في الوقت الراهن. وأكد أن دراساته العليا تشمل الإخراج والتمثيل إلا أن ميولاته التمثيلية تطغى، موضحا أنه يطمح لأداء شخصيات تاريخية رسخت في الذاكرة الجماعية الجزائرية، مشددا على ضرورة إحداث نهضة فنية من أجل الارتقاء بالذوق العام. قالوا.. - نناشد وزارة الثقافة تنظيم عروض مسرحية للمبدعين في كل الولايات للقاء جمهورهم وإيصال فنهم. - "أبو عبيدة" لم يمس شخصية رجل الدين وإنما شريحة بسيطة من الشباب الضائع بين دينه ودنياه. - "جرنان الڤوسطو" سيطل على جمهوره طيلة السنة بشكل أسبوعي