يستقطب البرنامج التلفزيوني "جرنان الڤوسطو" على قناة "الجزائرية"، أنظار المشاهد الجزائري منذ بداية موسمه الثاني. ولا يدخر منشطوه جهدا لتجسيد وقائع سياسية وثقافية ودولية، وبجرأة ملفتة للانتباه، يضع المتلقي في حالة من التداعي الحر.. ولكن أمام تساؤلات عن سقف الحرية التي يمكن أن تبلغها التجربة. اتسعت رقعة مشاهدي البرنامج الترفيهي "جرنان الڤوسطو" الذي تبثه "الجزائرية" للموسم الثاني، وتراهن عليه ليكون البرنامج الأول للفوز بنسبة متابعة كبيرة خلال شهر رمضان. الحصة عبارة عن نشرة إخبارية تبث من على "سطح" البلاد، وفي ديكور"قصديري" تتداول مجموعة من الممثلين (نبيل عسلي، محمد خساني، مراد صاولي، مفيدة عداس، نسيم حدوش، وسيلة مناة مقران، كمال عبدات، وحنان بوجمعة)، على المنبر لنقل ما يجري من أحداث داخلية وخارجية وثقافية. يعتمد البرنامج على ضيوف الحدث، ومعهم يتطرق "بحليطو"، "إيمي"، "كبسولة"، "حدة"، و«دحمان" من خلال فقرات الداخل والخارج والثقافة والرياضة والطقس، إلى مواضيع تثير الضحك، وتسخر من المتسببين في حدوثها من المسؤولين السياسيين والرياضيين والثقافيين وغيرهم. فالحصة تخالف السائد في مجال الإعلام الجزائري وتقدم للمشاهد منبرا حرا لا يزيف الحقيقة، ويطرح الأسئلة المباشرة والصريحة للضيف. وبلغة شعبية بسيطة محملة برصيد من السخرية والاستهزاء يفاجئ "جرنان الڤوسطو" المتفرج بقوة الطرح، وجرأة كبيرة في التصريح بالأسماء والإدلاء بمختلف القضايا الحساسة المتصلة بمناصبهم، سواء التي أثبتت أوتلك التي ما تزال قيد التحقيق أوالإشاعة. سقف من الحرية تمارسه "الجزائرية" عبر برنامجها الذي يأخذ أبعادا أخرى غير الترفيه والترويح عن الذات، إلا أن حدة التناول في بعض الأحيان تثير التساؤل حول مدى التزام معدي الحصة بأخلاقيات المهنة، خاصة ما تعلق منها بالقذف والتجريح. يشفي الجزائري غليله إذن مع "جرنان الداخل" الذي استضاف وزير التربية الأسبق أبو بكر بن بوزيد، وعبد العزيز بلخادم، الأمين العام الأسبق للأفلان، وطرح على وزير الأشغال العمومية، عمار غول، إشكالات الطريق السيار، واستعاد مع مولود حمروش مهامه السياسية في مرحلة حرجة من تاريخ الجزائر المعاصر. وفي "جرنان الثقافة" انتقدت وجوه فنية وثقافية، على غرار رابح درياسة وحسيبة عمروش وإلهام شاهين التي أثير معها موقفها المتغير من الاخوان. أما "جرنان الخارج"، فلم يفوت فرصة التعليق على الوضع في مصر وسوريا وفرنسا. واستضافت كل من عبد الله مرسي الرئيس المخلوع، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، كما عبر بصراحة عن قضية ماري لوبان وأخبار علاج بوتفليقة بأموال فرنسية؟.