كشف الهجوم الذي يشنه الجيش التونسي على منطقة جبل الشعانبي بمحافظة القصرين التونسية المحاذية للجزائر، عن تفاصيل جديدة عن حياة الإرهابيين المتحصنين في السلسلة الجبلية، والذين نفذوا هجمات هزت الأمن في تونس. فقد أظهرت المعلومات التي استطاع الجيش التونسي الحصول عليها، أن المسلحين يحمل معظمهم الجنسيتين التونسية والجزائرية، فيما يوجد عدد منهم من دول أخرى هي مالي والنيجر، حيث تحصنوا في المنطقة الجبلية وبنوا نمط حياة خاصا بهم، عبر السعي لتلبية حاجياتهم المختلفة، والبقاء بعيدا عن أعين السلطات في كل من تونس والجزائر التي تكافحهم على جانبي الحدود. وكشفت معلومات أعلن عنها الجيش التونسي والموثقة بالصور، حسب صحيفة "تونس تايمز"، أن الجماعات المسلحة استعملت النساء في نشاطاتها، حيث القت القبض على فتاتين في الجبال اعترفتا بعلاقتهما بالجماعة الإرهابية في الشعانبي. لكن الأكثر غرابة هو العثور على أطفال تستغلهم العناصر المسلحة في الحصول على الغذاء والمياه التي يحتاجونها، والتي يساعدهم بها أفراد من منطقتي القصرين وفوسانة المحاذيتين. وفي هذا الخصوص يكشف الإرهابي المدعو محمد حبيب عمري، الذي ألقى عليه الجيش التونسي القبض مؤخرا "إنه من دون المساعدة التي يتلقاها التنظيم من طرف بعض الجهات فإنه ما أمكن له الصومد كل هذه المدة الطويلة من القتال". وقالت السلطات التونسية إنها التقطت من طرف القوات المسلحة في جبل الشعانبي والكهوف التي يتحصن فيها المقاتلون. ولم تظهر المعلومات التي كشفها الجيش التونسي أن المسلحين يملكون سلاحا كثيرا، حيث يعتمد هؤلاء أساسا على القنابل المصنوعة يدويا، ويعتمدون في ذلك على مواد متوفرة، كما لم يظهر القبض على بعض خلايا المجموعة المسلحة على أنها تمتلك مبالغ مالية كبيرة، وهو ما رأى فيه بعض المحللين أمرا غريبا، إذ من كان من المفروض أن يقدم ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي دعما كبيرا لهذه الجماعة التي تعتبر موطىء قدم أساسيا له في المنطقة. وتأتي هذه المعلومات حول المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي وسط تضارب كبير في عدد هؤلاء، حيث اختلفت الأرقام من جهة الى أخرى، ففي حين اعتبر وزير الداخلية التونسي أن العدد لا يتجاوز 15 مسلحا فقط في الشعانبي و11 آخرين منتشرين في جندوبة، قالت مصادر الجيش إنهم في حدود الثلاثين مسلحا، وهي الأرقام التي يراها بعض المحللين غير منطقية مقارنة مع الهجمات التي نفذتها وتسببت في خسائر بشرية ومادية معتبرة في صفوف الجيش والأمن التونسيين.