ستدخل بطولة الرابطة الأولى المحترفة موسمها الرابع على التوالي على وقع النزاعات التي بلغت ذروتها والتي فاقت كل التوقعات، حيث بلغ عدد الملفات الخاصة بالنزاعات المتعلقة بلاعبي الرابطة الأولى المحترفة 65 ملفا، أما لاعبو الرابطة الثانية المحترفة فقد بلغ عدد الملفات 36 ملفا. أما عن قيمة الديون التي يدين بها اللاعبون للأندية فقد بلغت 161 مليون دينار بالنسبة للاعبي الرابطة الأولى و121 مليون دينار للاعبي الرابطة الثانية، الأمر الذي يعكس الطريقة التي يسير بها رؤساء الأندية الفرق في بطولة تتغنى بالاحتراف لكن مسار تحركها يبقى منحرفا، خاصة أن لجنة النزاعات التابعة للرابطة الوطنية لم تركن للراحة وتواصل مساعيها، حيث منعت ثلاثة أندية من الانتداب بل طالبت هذه الأندية بتسوية وضعيتها في أقرب الآجال وإلا سيتم تسليط أقصى العقوبات عليها، وهو الأمر الذي يعكس بعد الأندية الوطنية عن الاحتراف الذي بات حبرا على ورق ليس إلا. وفي المقابل قامت بعض الأندية الوطنية المحترفة بانتدابات وصفقات خيالية مع عدة لاعبين لا سيما الأندية التي تسترزق من أموال سوناطراك كمولودية الجزائر وشباب قسنطينة على وجه الخصوص الذي انتدب خيرة اللاعبين وبقيمات مالية خيالية، كصفقة المهاجم دراق والحارس سيدريك. كما استقدم وفاق سطيف اللاعب السابق لشبيبة بجاية زرارة، في وقت التزم فيه فريق اتحاد العاصمة الصمت وحافظ على التعداد نفسه نزولا عند طلب المدرب رولان كوربيس الذي رفض رفضا قاطعا سياسة النجوم وفضل مواصلة العمل مع المجموعة نفسها. وتبقى النقطة الهامة في فترة التحويلات الصيفية، انتقال مهاجم شباب بلوزداد وهداف المنتخب الوطني إسلام سليماني الذي انتقل إلي البطولة البرتغالية وتحديدا إلى نادي سبورتينغ لشبونة، ليحفظ بذلك وجه ماء المنتوج المحلي، شأنه في ذلك شأن المهاجم السابق لاتحاد الحراش بغداد بونجاح الذي انتقل إلى الدوري التونسي. بين هذا وذاك تبقى آمال الجماهير معلقة على الموسم الجديد الذي قد لا يكون كسابقه خاصة بعد التدابير التي قامت بها الفاف لا سيما فيما يتعلق حقوق البث التي تم ارتفعت مرتين مقارنة بالموسم المنقضي. فيلود وكوربيس لإعادة سيناريو الموسم الفارط وغيغر يريد التتويج مع العميد كان الموسم المنقضي بوابة لتألق المدربين الأجانب لا سيما مدرب وفاق سطيف فبلود الذي توج بلقب البطولة المحترفة في موسمها الثالث ودون اسمه بأحرف من ذهب. كيف ولا وقد تمكن من كسب الرهان بتعداد مشكل من الشبان، وسار مدرب اتحاد العاصمة رولان كوربيس على خطى مواطنه فيلود حين توج بلقب كأس الجمهورية وبالكأس العربية، الأمر الذي جعل المدرب الأجنبي يعتلي قمة الهرم ويعجل بتراجع المدرب المحلي، وهو ما أكدته السياسية المنتهجة من طرف الأندية الوطنية التي انتدبت مدربين أجانب لا سيما شباب بلوزداد الذي واصل اعتمدت على الأرجنتيني غاموندي. فيما استنجدت إدارة العميد بخدمات السوسيري آلان غيغر الذي سيحاول ترتيب البيت العاصمي ولو أن جميع المؤشرات توحي بعكس ذلك. هذا وسيكون الموسم الكروي الجديد الذي سيتم إعطاء صافرة انطلاقته اليوم ساحة للمنافسة بين المدرب المحلي والمدرب الأجنبي، فهل يتمكن فيلود من التتويج باللقب الثاني على التوالي مع الوفاق، أم سيبتسم الحظ لمدرب آخر في شاكلة مدرب جمعية الشلف مزيان إيغيل الذي عاد من جديد إلى تشكيلة الونشريس ليرد الاعتبار لهذا الفريق بعد موسم أقل ما يمكن القول عنه أنه كان كارثي. 24 مغتربا ينضمون إلى الرابطة المحترفة الأولى و10 أجانب للرفع من مستوى الكرة الجزائرية سيعرف الموسم الكروي الجديد لبطولة الرابطة الأولى المحترفة مشاركة 34 لاعبا أجنبيا منهم 24 مغتربا تم انتدابهم من مختلف أندية الأقسام السفلي للبطولة الفرنسية، كما سجل البعض من هؤلاء اللاعبين عودتهم من جديد إلى البطولة الجزائرية على غرار متوسط الميدان زرداب الذي سبق له تقمص ألوان شبيبة بجاية وعاد مجددا إلى البطولة الوطنية، لكن هذه المرة لحمل ألوان فريق شباب قسنطينة، شأنه في ذلك شأن الحارس سي محمد سيدريك الذي سبق له تقمص ألوان النادي واختار الانضمام إلى فريق السنافير هذه المرة. وبشأن الأندية الوطنية الأخرى كجمعية الشلف، اختارت بوابة اللاعبين الأجانب أو بالأحرى الأفارقة الذين ستعول عليهم لكسب الرهان وفك شفرة العقم الهجومي. ويبقى في الأخير خيار اللاعب المغترب والأجنبي سلاحا ذا حدين لأنه قد يعجل بالنهوض بمستوى الكرة الجزائرية ونجاح الأندية المحترفة في الرفع من مستواها، كما قد يعجل بتراجع المستوى خاصة إذا ما تعلق الأمر بلاعبين ذوي مستوى محدود. ويبقى المستطيل الأخضر كفيلا بكشف المستور. 398 لاعبا لا تتعدى سنهم 21 ربيعا سيشاركون مع أنديتهم قامت الرابطة الوطنية المحترفة بإحصاء عدد اللاعبين الذي لم تتعد سنهم ال21 سنة والذين سيشاركون مع فريق الآمال لكل ناد من أندية الرابطة الأولى االمحترفة، حيث تجري المباراة في الافتتاح وقبل موعد مباراة الأكابر. وبلغ عدد اللاعبين الذين لا تتعدى سنهم 21 ربيعا 398 لاعبا، الأمر الذي يعكس نوايا الفاف تجاه اللاعبين الشبان الذين يشكلون مستقبل الكرة الجزائرية، رغم أن المنتوج الجزائري أو بالأحرى أداء اللاعب الجزائري لا يلقى الإجماع بالنظر للنقائص التي يعاني منها خاصة من حيث الجانب البدني، إذ لا يخضع اللاعب لتحضير مثالي. تصريحات المدربين عز الدين آيت جودي مدرب شبيبة القبائل: أتمنى أن يكون الموسم الجديد استثنائيا وتغيب فيه الكولسة قال مدرب شبيبة القبائل عز الدين آيت جودي الطامح إلى تحقيق مشوار جيد مع تشكيلة الكناري هذا الموسم، إنه يأمل في أن يكون هذا الموسم مشرف بالنسبة للبطولة الوطنية المحترفة في موسمها الرابع". وأضاف آيت جودي قائلا: "كل ما أتمناه هو ألا يكون الموسم الكروي الخاص ببطولة الرابطة المحترفة الأولى نسخة طبق الأصل للمواسم الفارطة، وأن تغيب أعمال الكولسة التي لطالما كانت وصمه عار على بطولتنا، وأنا شخصيا متفائل بأن تتحسن الأمور خاصة بعد التدابير التي اتخذتها الاتحادية والرابطة الوطنية على حد سواء". رشيد بلحوت مدرب أهلي برج بوعريريج: "استيراد المنتخب للمنتوح الفرنسي دليل على أننا بعيدون عن الاحتراف" قال مدرب أهلي البرج رشيد بلحوت "البلاد" إن الاحتراف في الجزائر دخل موسمه الرابع لكن الأمور ما زالت تراوح مكانها لقلة المنشآت الرياضية وعدم الاهتمام بالتكوين على مستوى القاعدة. وأضاف المدرب السابق لجمعية الشلف: "أعتقد أننا أبعد ما يكون عن الاحتراف ما دمنا نمتلك 700 لاعب في الرابطة الأولى المحترفة والثانية، ومازلنا عاجزين عن منح المنتخب لاعبين قادرين على التنافس في المستوى العالي، وعلينا أن نأخذ العبرة من الأندية الأوروبية كنادي ليون، سانت إتيان وخاصة النموذج الألماني وما يفعله فريق بوريسيا دورتموند، حتى نبلغ مستوى الاحترافية بأتم معنى الكلمة". فيلود مدرب وفاق سطيف: "أتمنى أن تغيب البيروقراطية الإدارية في الموسم الرابع للاحتراف" قال الفرنسي فيلود المتوج بلقب البطولة الموسم المنقضي مع وفاق سطيف إنه بعد أن تم تدعيم التشكيلة السطايفية خلال هذا الموسم بلاعبين ذوي خبرة وعلى مستوى الخطوط الثلاثة، يأمل في لعب الأدوار الأولى لأنه يدرك تماما أن التتويج باللقب للمرة الثالثة على التولي أمر مستحيل للغاية ولم يحدث في البطولة الجزائرية، وأضاف: "أتمنى أن تغييب البيروقراطنية الإدارية في الموسم الرابع للاحتراف خاصة تلك المتعلقة بالبرمجة وتقديم المواجهات التي تعد الهاجس المخيف لنا لا سيما أننا نلعب حاليا على ثلاث جبهات وهي البطولة التي نأمل في أن نحتل فيها مركزا مشرفا، وكأس الكاف التي مضينا فيها قدما، وكأس الجمهورية. وأتمنى أن تتضافر الجهود بين الفاف والرابطة وحتى الإعلام الجزائري حتى ينجح هذا الموسم ويكون أحسن من سابقه". هراد رئيس مولودية العلمة: "أتمنى أن يرتفع المستوى وأن نكون محترفين ولو بنسبة 50 بالمائة" قال رئيس مولودية العلمة هراد في تصريحه ل"البلاد" إنه يأمل في تحسن الأمور خلال الموسم الكروي الجديد أو بالأحرى خلال السنة الرابعة للبطولة الاحترافية في الجزائر. وأضاف الرئيس البابية قائلا: "أجدادنا ألقوا بالثورة في الشارع وأتت أكلها وتمكنا من الظفر بالحرية التي نتنعم بها نحن الآن، وهو الأمر نفسه بالنسبة للاحتراف التي ألقت به الاتحادية في كنف الأندية وسيلقى طريقه نحو النجاح، وأضاف هراد قائلا: "كل ما نتمناه خلال الموسم الجديد هو ألا نعيش المعاناة التي عشناها خلال المواسم المنقضية وأن يرتفع المستوى، باختصار أتمنى أن نكون محترفين ولو بنسبة 50 بالمائة، خاصة مع صدور القوانين الجديدة الخاصة بالرياضة التي سترى النور قريبا".