لم تكن الطبعة الثانية للبطولة المحترفة الأولى في نظر جل المدربين الذين أشرفوا على تدريب الفرق المعنية بسبب المستوى الفني المتواضع الذي ميز جميع المباريات تقريبا، الأمر الذي يتوجب على الهيئة المعنية إعادة النظر في العديد من الأمور لبلوغ مستوى أفضل بداية من الموسم المقبل، لاسيما وأن جل الفرق تراهن على تدعيم صفوفها لتجسيد الأهداف المرجوة نظير رصد أموال طائلة لإقناع اللاعبين المستهدفين· تتويج وفاق سطيف بلقب البطولة والكأس لم يكن منتظرا من قبل متتبعي البطولة المحترفة الأولى بالنظر إلى التغيرات الكثيرة التي أحدثتها الاإدارة المسيرة بانتداب لاعبين كانوا ينشطون في فرق تنشط في بطولة قسم هواة، عكس الفرق التي كانت مرشحة للتتويج باللقب مبكرا في صورة فريق اتحاد العاصمة، فيما ستلعب فرق جمعية الخروب ونصر حسين داي ومولودية سعيدة الموسم المقبل في الرابطة الثانية عقب موسم كارثي مما يتوجب على هاته الفرق مراجعة حساباتها لتعبيد طريق العودة إلى حظيرة الكبار، وهو ما أكده لنا التقنيون الذين اتصلنا بهم لتقييم المستوى العام لبطولة الموسم المنقضي والحلول التي من شأنها تضع الكرة الجزائرية في ظروف أفضل من الناحية الفنية· عبد الكريم بيرة (مدرب مولودية الجزائر) تفعيل مستوى البطولة المحترفة يمر باتخاذ قرارات صارمة المستوى الفني للبطولة المحترفة للموسم 2011 - 2012 لم يكن في المستوى الذي كان منتظرا من طرف المعنيين نتيجة عوامل كثيرة جعلت الكرة الجزائرية تفشل في تحقيق وثبة نوعية منها لنقص الإمكانات اللازمة، لأن تجسيد الاحتراف الحقيقي يمر بالعودة إلى التكوين القاعدي الذي أضحى شبه منعدم عدا بعض الفرق، وهو ما حال دون وصول البطولة الى مستويات عالية· وأضاف بيرة قائلا (أكتفي بشيء واحد وهو أن اللقب كان محل تنافس شديد بين فرق وفاق سطيف واتحاد العاصمة وشبيبة بجاية، وهو نفس الشيء بالنسبة للسقوط حيث كان الصراع محتدما)، مؤكدا بأنه من أصل 240 مباراة للموسم الجاري، عشر منها فقط تميزت بمستوى فني مقبول، الأمر الذي لا يخدم مستقبل الكرة الجزائرية التي باتت في نظر بيرة إلى إجراء عملية جراحية مستعجلة لبلوغ المسعى المنشود· رشيد بلحوت (مدرب شباب قسنطينة) مستوى هزيل ووفاق سطيف جدير بالتتويج قال التقني رشيد بلحوت: لا أجد الكلمات لأعبر عن خيبة أملي حول مستوى البطولة، وهو شيء مؤسف للغاية للكرة الجزائرية خلال الموسم المنقضي 2011-2012 الذي صنع الحدث بفضل الإثارة وفقط لأن المستوى كان هزيلا، حيث لم تكن هناك اشياء جديرة بالاهتمام، الأمر الذي يجبر الهيئة المشرفة على تسيير شؤون الكرة في الجزائر استحداث قوانين جديدة وإرغام الفرق المعنية بالعودة إلى التكوين القاعدي ومطالبة السلطات الوصية بإنجاز ملاعب جديدة مؤهلة لاحتضان مباريات البطولة المحترفة لأن وللأسف الشديد هناك عدة ملاعب غير مؤهلة لاستعاب أكبر عدد من الأنصار وهو ماحدث لفريقي شباب قسنطينة عندما واجه شباب بلوزداد في ملعب 20 أوت برسم منافسة الكأس· آلان ميشال (مدرب شبيبة بجاية) الرهان طغى على الجانب الفني يرى مدرب شبيبة بجاية التقني الفرنسي آلان ميشال بأن الرهان طغى على المستوى الفني على أساس أن جل الفرق كانت تلعب تحت ضغط كبير خوفا من عدم الظهور بوجه مشرف، وهو ما أثر نسبيا على مستوى اللعب، يقول التقني الفرنسي الذي لم يلاحظ -حسبه- فارقا كبيرا بين مستوى الفرق، حيث لم ينجح أي ناد في بسط سيطرته، والدليل على ذلك أن عدة أندية كانت مؤهلة للظفر بلقب البطولة على غرار شبيبة بجاية التي اعتبرها آلان ميشال من الفرق التي ظهرت بمستوى ليس بالبعيد عن المتوسط، مرجعا لوجود عدة لاعبين غير مؤهلين للدفاع عن ألوان فريق ينشط في البطولة المحترفة الأولى)· نور الدين سعدي (مدرب أولمبي الشلف) المستوى تحسن بكثير مقارنة بالموسم الفارط حسب مدرب أولمبي الشلف نورالدين سعدي فإن البطولة المحترفة الأولى عرفت تحسنا كبيرا في مستواها مقارنة بالموسم الماضي، لأنه حسبه الصراع والتنافس شديدين بين الأندية المعنية باللقب امتد إلى غاية الجولة ما قبل الأخيرة، وهو ما اعطى نكهة خاصة للمنافس، مؤكدا بوجود العديد من النقاط السلبية والتي راح ضحيتها العديد من الفرق بسبب البرمجة العشوائية التي انتهجتها الرابطة المعنية بالإضافة للوضعية الكارثية لأرضيات بعض الملاعب منها أرضية ملعب الشلف التي تشكل خطرا كبيرا على اللاعبين وكذا قضية التحكيم الذي أثار الاحتجاج، كما أن بعض الحكام فشلوا مع الأسف في مهمتهم على حد قول التقني سعدي الذي يرى أن إيجاد الحلول للأمراض التي تنخر (الكرة الجزائرية لا مفر منه قبل انطلاق الموسم الجديد بتاريخ 8 سبتمبر المقبل· جمال مناد (مدرب شباب بلوزداد ) على العموم المستوى كان متقاربا بين جل الفرق التي كانت مرشحة لظفر بلقب البطولة، ولكن هذا لا يعني أننا في الطريق الصحيح بالعكس من الضروري إعادة النظر في العديد من الأمور التي لها علاقة بالجانب الفني لإعطاء قوة إضافية للكرة الجزائرية، لأن وللأسف الشديد فمن الصعب جدا بلوغ المستوى الذي يليق بحجم بطولة احترافية في حالة بقاء الأمور على حالها. ويرى اللاعب الدولي الأسبق والمدرب المغضوب عليه من طرف أنصار شباب بلوزداد أن تحسين مستوى الكرة في الجزائر يمر بعدة مراحل أساسية منها إعطاء أهمية بالغة للتكوين القاعدي وتنقية المحيط الكروي من الدخلاء عن المجال الكروي وإنجاز هياكل رياضية مؤهلة لاحتضان مباريات التي تجمع بين الفرق التي تملك عددا هائلا من الأنصار بالإضافة إلى ضرورة إعادة النظر في برمجة المباريات، لأنه من الصعب على فريق جزائري يخوض ثلاث مباريات في مدة عشرة أيام على حد قول جمال مناد الذي أبدى تأسفه العميق لتضييع فريق شباب بلوزداد فرصة التتويج بلقب البطولة أو الكأس. عز الدين أيت جودي مدرب جمعية الخروب ضعف مستوى اللاعبين انعكس سلبا على المستوى الفني للبطولة قال المدرب الأسبق للمنتخب الوطني الأولمبي عزالدين أيت جودي أن دفع الكرة الجزائرية لمستوى أفضل مرتبط بإعادة النظر في بعض الأمور التي لها علاقة مباشرة بالجانب الفني والتسيير الاداري، لأن -حسبه- من الصعب جدا بلوغ المستوى الذي يتماشى وتجسيد الاحتراف للموسم الثاني على التوالي في حالة بقاء الأمور على حالها، مؤكدا أن الإشكال المطروح في الجزائر هو التهرب من الحقيقة المرة التي زادت من انحطاط المستوى العام لبطولة المحترفة، مؤكدا أن جل الفرق التي تنشط في الرابطة المحترفة الأولى تضم في صفوفها لاعبين غير مؤهلين لحمل ألوان الفرق المعنية نظير تسخير أموال طائلة جدا· وأضاف المدرب الأسبق لجمعية الخروب أيت جودي قائلا (صحيح تميز الموسم المنقضي بالإثارة وحدة التنافس إلى غاية الجولة ماقبل الأخيرة للحسم في لقب البطولة والفرق التي افتكت تأشيرة المشاركة القارية وكذا الفريق الثالث الذي رافق مولودية سعيدة ونصر حسين داي إلى القسم الأدنى ولكن على العموم المستوى كان بعيدا كل البعد عن المستوى الذي كان منتظرا، خاصة بالنسبة للفرق التي كانت مرشحة للظفر بلقب البطولة· توفيق روابح (مدرب شباب باتنة) ليس هناك أي فارق بين مستوى الفرق المحترفة والهواة صراحة المستوى الفني للبطولة المحترفة الأولى كان متوسطا على العموم وإن لم أقل متواضعا بسبب الوجه الشاحب الذي ميز جل المباريات عدا القليل، لأن وللأسف أنا شخصيا كتقني غير راض تماما عن المستوى العام للبطولة، الأمر الذي يتوجب على الجميع إعادة النظر في الطريقة المنتهجة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة وإعطاء قوة إضافية للكرة الجزائرية، لأن لا يعنى تجسيد الاحتراف أننا بلغنا المستوى الذي يليق بسمعة الكرة الجزائرية، بالعكس تطبيق الاحتراف زاد من انحطاط المستوى الفني لكرتنا نظير صرف أموال طائلة جدا· وربط التقني توفيق روابح إخراج الجلد المنفوخ في الجزائر من النفق المظلم بالاعتراف بالفشل في تطبيق الاحتراف وإعادة النظر في بعض القوانين بغرض وضع حدا للمهازل التي شهد العديد من الملاعب الجزائرية خلال البطولة، مؤكدا في ختام تصريحه لنا قائلا (مستوى البطولة المحترفة وبطولة قسم هواة متقارب جدا وليس هناك أي فرق عدا الاسم والإمكانات المالية التي تتوفر عليها معظم الفرق التي تسمى بالمحترفة· شعبان مرزقان (مدرب من نصر حسين داي) التكوين القاعدي السبب الوحيد لرفع المستوى الفني حمل المدرب المستقيل من على رأس العارضة الفنية لنصر حسين الهيئة المشرفة على تسيير البطولة المحترفة مسؤولية انحطاط المستوى الفني للبطولة المعنية، مرجعا ذلك للطريقة العشوائية التي انتهجتها هيئة قرباج في برمجة المباريات والتي زادت من تعفن المحيط الكروي في الجزائر، مضيفا المدافع الأسبق للخضر، قائلا (المرض الخطير الذي أصاب الكرة الجزائرية يعود بالدرجة الأولى لوضع التكوين القاعدي في سلة المهملات ونظير رصد أموال طائلة من أجل لاعبين مستواهم محدود جدا ولا يتماشى وحمل ألوان فرق بحجم نصر حسين داي على حسب المثال، مما يحتم إعادة النظر في السياسة المنتهجة بإرغام الفرق المحترفة بالعودة إلى التكوين الذي يبقى في نظر مرزقان الحل الوحيد لرفع المستوى الفني للكرة الجزائرية·