دعا تنظيم سري جديد في ليبيا محسوب على نظام العقيد الراحل معمر القذافي، أنصاره إلى التجمع والاستعداد تمهيدا لما وصفه ب"ساعة الصفر" للقيام بعمل عسكري وشيك ضد السلطات الليبية، فيما اتخذ المؤتمر الوطني العام "البرلمان" ورئيسه نوري أبو سهمين جملة من القرارات المفاجئة تتعلق بترتيبات الأمن ووضع المؤسسة العسكرية. وقالت مصادر ليبية إن اشتباكات دامية استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة قد اندلعت بشكل مفاجئ غرب العاصمة طرابلس بين مسلحين ينتمون لمدينة الزاوية ومنطقة ورشفانة المجاورة، أدت إلى سقوط قتيل وعشرات الجرحى. وقال مصطفى التريكي، عضو المؤتمر الوطني، إن الاشتباكات اندلعت عندما قامت مجموعة مسلحة تابعة لورشفانة بمهاجمة حراس مستشفى المعمورة وهم ينتمون للزاوية، وقاموا بإطلاق النار عليهم وأسروا مجموعة منهم. ولم تتدخل قوات الجيش الليبي على الفور لوقف هذه الاشتباكات، علما بأن الطريق ما بين طرابلس والزاوية شهد مؤخرا حالة من الانفلات الأمني وقيام مسلحين بمهاجمة معسكرات الجيش، بالإضافة إلى حوادث سرقة للسيارات واعتداء على المواطنين. وقال رئيس تنظيم يطلق على نفسه اسم "حركة الضباط الأحرار"، والذي يحمل رتبة عقيد، وفق تقرير لصحيفة "الوطن العربي" الليبية الالكترونية، إن "ساعة الصفر باتت قريبة"، داعيا أنصاره إلى الالتزام بالمهام المكلفين بها دون إفراط أو تفريط، وتأمين المواقع الاستراتيجية والمحافظة عليها، مهددا من يتصدى لإرادة الشعب من فلول الناتو بأنه سوف يسحق من دون هوادة، مضيفا "لسنا حزبا ولا قبيلة، ونقول للمزايدين والمشككين إن عددنا تجاوز عشرات الآلاف، وإن عملنا أكبر من أن يكون عملا سريا أو تآمريا، ولسنا تبعا لأحد". وحدد أهداف التنظيم بقوله "نريد أن نعيد الوطن لأهله.. ونؤكد أننا لسنا طلاب سلطة، وإننا بعد تحرير الوطن سوف يتولى مجلس للأعيان يجمع كل الليبيين من دون استثناء أو إقصاء أو عزل لأحد، وسنعود إلى معسكراتنا جنودا محترفين، حراسا لهذا الشعب الأبي وخداما للوطن". من ناحية أخرى، كان المؤتمر الوطني العام، وهو أعلى سلطة في ليبيا، أعلن وفي محاولة على ما يبدو لمنع تفاقم التدهور الأمني والعسكري، عن جملة من القرارات المفاجئة، أبرزها تفويض رئيسه أبو سهمين الذي يعتبر القائد الأعلى للجيش باتخاذ الإجراءات العاجلة والضرورية لاستتباب الأمن على أرجاء البلاد، كما فوضه بإنهاء النزاعات والخلافات التي قد تحدث بين المناطق ووأد الفتن. وعاد أبو سهمين ليصدر قرارا بتفويض وزير الدفاع عبد الله الثني باختصاصات القائد العام للقوات المسلحة بصفة مؤقتة، بالتزامن مع إصداره بلاغا منفصلا يطلب فيه من جميع العسكريين النظاميين ضرورة الالتحاق الفوري بوحداتهم العسكرية.