أحيا الفنان التونسي زياد غرسة حفلا بالجزائر العاصمة أمام جمهور غفير تفاعل مع الإيقاعات الموسيقية "للموشح" والأداء الاحتفالي ل"المالوف" من خلال إبراز التراث الموسيقي العربيالأندلسي المعروف خاصة في الشرق الجزائري وليبيا وتونس. واختار المغني الذي توزع برنامجه على مرحلتين بمدخل تراثي "مصدر الديل" متبوعا ب "يا مصطفى غرامك" وهو مقطع صوفي يتناول حب الرسول و"يا ناس جرتلي الغرايب"؛ مما أثار حماس الجمهور الحاضر في قاعة "ابن زيدون" ضمن إطار الحفل الثاني عشر من المهرجان الثقافي الدولي "الصيف في موسيقى" في دورته الثالثة. أما في المرحلة الثانية من الحفل، فقد أطرب الفنان التونسي جمهوره بأغان من قبيل "كتمتو المحبة" و"زوج صبايا" أو "أنا لمدلل" وأغان أخرى. واعترف المطرب زياد غرسة على الخشبة بفضائل الفنان الجزائري حمدي بناني الذي علمه كما قال "عيون لحبارة" معتزا بجزائريته وانتمائه لمنطقة بسكرة. واختار الفنان العاصمة الجزائرية لتدشين آلته الموسيقية المسماة "عود الطاهر" على اسم والده الراحل، حيث أضاف إليه وترين مما مكن من إضافة بعدين وفضائين للتلحين والأداء الصوتي. ويعزف الفنان على العديد من الآلات الموسيقية وسجل حوالي 40 أغنية وأشرف من 2006 إلى 2011 على الجوق والمجموعة الصوتية "الرشيدية" الجمعية الثقافية والفنية التونسية للموسيقى التقليدية التي رأت النور سنة 1934. أما المرحلة الأولى من الأمسية؛ فنشطها عبد الحميد بوزاهر الفنان الخنشلي صاحب الصوت القوي والشجي حيث ادى في الطبع "الشاوي" باقة من الأغاني التراثية وأخرى من تلحينه. وشجع البرنامج الثري الذي اقترحه المنظمون الجمهور على التنقل بأعداد غفيرة للاستمتاع بما قدمه فنانينهم المفضلين الذين غنوا للتراث والأصالة. ويتواصل المهرجان الثقافي الدولي "الصيف في موسيقى" إلى غاية 30 أوت من خلال برمجة فنانين جزائريين وأجانب كل أمسية ب"رياض الفتح".