استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي. وسجل الطرفان بهذه المناسبة ارتياحهما لتطور العلاقات الجزائريةالتونسية خاصة في المجالين الاقتصادي والأمني بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويساهم في استقرار المنطقة. ويعتبر هذا اللقاء الذي تم الإعلان عنه أمس، أول لقاء يجريه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع شخصية أجنبية منذ شهر فيفري الفارط، تاريخ نقله إلى المستشفى العسكري الفرنسي "فال دوغراس"، ثم عودته إلى أرض الوطن من أجل فترة النقاهة التي أوصاه بها الأطباء، حيث دارت كل اللقاءات الأخيرة مع مسؤولين اثنين سامين في الدولة هما الوزير الأول عبد المالك سلال وقائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، قبل أن يوسع لقاءاته لتشمل في المرة الأخيرة وزير الخارجية مراد مدلسي لأول مرة. ويأتي هذا اللقاء ليعزز الطرح القائل يتزايد قلق مسؤولي البلدين من تنامي نشاط المجموعات الإرهابية على الحدود المشتركة، خاصة على الحدود الغربية لتونس، بجال الشعامبي التي تعرف في الأشهر الأخيرة اضطرابا أمنيا ملحوظا، على خلفية توالي العمليات الإرهابية وتكثيف نشاط مجموعاتها. يذكر أن السلطات العليا في الجزائر كان قد اتخذت مؤخرا سلسلة من الإجراءات الوقائية، منها العملية العسكرية التي تحمل تسمية "الفتح المبين" التي تسعى من خلالها إلى إحكام سيطرتها على مستوى 6 ولايات حدودية واقعة في الناحية الشرقية، ناهيك عن مساعدات عسكرية وأمنية تكون قد وفرتها للجارة تونس بحكم الخبرة القوية التي تتمتع بها الجزائر في مكافحة الجماعات الإرهابية.