رئيس حركة النهضة يزور عائلة نحناح هنأ الرئيس بوتفليقة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي على نجاح انتخابات المجلس التأسيسي التي جرت في تونس في 23 أكتوبر الماضي، وأبدى استعداده لدعم العلاقات بين البلدين، كما ناقش مستقبل العلاقات الثنائية بين الجزائروتونس، وكذا الوضع العربي. وقال بوتفليقة خلال استقباله أمس لراشد الغنوشي في لقاء دام ثلاث ساعات ونصف، تخللته وجبة غداء، إن ''التجربة في تونس أرجعت لي الأمل في التغيير الناجح''، وشجع الرئيس بوتفليقة النهضة على التعاون مع القوى السياسية في تونس، وثمن دعوتها إلى حكومة ائتلاف وطني، واستمع رئيس الجمهورية باهتمام كبير لعرض قدمه راشد الغنوشي حول الوضع والمستجدات السياسية الراهنة في تونس. وأعرب الرئيس بوتفليقة عن اهتمامه بأن تكون العلاقات بين الجزائروتونس في مستوى اسثنائي، ووعد بأنه ''سينظر في مسألة تنمية المناطق الحدودية بين البلدين''، بعدما طلب الغنوشي دعم تحويل المناطق الحدودية إلى مناطق للتكامل والتعاون، وعاملا إيجابيا للتنمية. وقال الغنوشي الذي رافقه ثلاثة من أعضاء المكتب التنفيذي لحركة النهضة: سمير ديلو ووليد البناني ويسعد مقداد، إن ''العلاقات الجزائرية-التونسية كانت دائما حسنة وستكون أحسن إن شاء الله في عهد ثورة الياسمين''، وأضاف ''نعتبر أن العلاقات بين الجزائروتونس ستكون منطلقا لتجديد الأمل في مستقبل أحسن لمنطقة المغرب العربي ككل''. وفي سياق آخر أبدى الرئيس بوتفليقة اهتماما كبيرا بالأوضاع في ليبيا، وعبر عن أمله في تحقيق هذا البلد الجار والشقيق للاستقرار، وطمأن الغنوشي الرئيس بوتفليقة بأن ''عددا كبيرا من القيادات الجديدة في ليبيا هم من تلامذته وأصدقائه الذين يعرفهم جيدا، وله علاقات ممتازة معهم''، وأكد أنه ''يثق فيهم وفي إمكانية قيادتهم ليبيا إلى بر الأمان من خلال الانتخابات التي ستجري السنة المقبلة''. وتطرق الرئيس بوتفليقة والغنوشي إلى الأوضاع في مصر، وعبرا عن أسفهما للتطورات الخطيرة التي تعرفها مصر، كما تطرقا إلى الوضع في سوريا وتحادثا عن موقف الجامعة العربية، وأجمعا على أن'' التدخل الأجنبي غير مقبول في سوريا، ودعيا إلى مزيد من الجهود العربية من أجل إبقاء الحل عربي-عربي، دون أي تدخل أجنبي، مع التأكيد على ضرورة وقف العنف وحماية المدنيين''. وتطرقت المحادثات إلى مسائل لها صلة بقضايا الإسلام وتحولات العصر ومستجداته، كقضية حكم الإعدام والدولة الحديثة، واستحسن مقترحا من الغنوشي لاستحداث جائزة سنوية باسم المفكر مالك بن نبي. كما استقبل الغنوشي من طرف الوزير الأول أحمد أويحيى. وقام الشيخ راشد الغنوشي ب''زيارة واجب'' إلى عائلة وزوجة الشيخ محفوظ نحناح في مدينة البليدة، للترحم على روحه، وتجديد امتنانه للراحل محفوظ نحناح الذي ساعد في تأمين إقامته في الجزائر، بعد ملاحقته من قبل نظام الرئيس زين العابدين بن علي بداية التسعينيات.