أولياء المتمدرسين يقررون مقاضاة مديرية التربية مدير التربية: "العقاب البدني ممنوع على المربين واتخذنا الإجراءات الردعية" شهدت إبتدائية النصر بمدينة عنابة، أمس، حادثة عنف مدرسي غير مسبوق قامت به معلمة مستخلفة بضربها 3 تلاميذ في قسم السنة الثانية ابتدائي باستعمال مدور تربوي على مستوى الرأس، الأمر الذي تسبب في تعرض الأطفال الثلاثة لنزيف، مما جعل المدرسة تشهد حركة غليان في أوساط الأولياء والتلاميذ على حد سواء، مع التهديد بمقاضاة مديرية التربية على هذه "التجاوزات"، رغم مسارعة المسؤول الأول عن القطاع بعنابة إلى اتخاذ قرار يقضي بفصل هذه المعلمة المستخلفة فورا. هذه الحادثة نتجت عنها حركة إحتجاجية عارمة على مستوى البوابة الرئيسية للإدارة، لأن أولياء التلاميذ لم يتقبلوا الطريقة التي تعرض بها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 سنوات لضرب عنيف بإستعمال المدور على مستوى الرأس. كما أن النزيف الدموي الذي تعرض له الضحايا الثلاث، أحدث حالة من الذعر والفزع في أوساط زملائهم، وقد طالب المحتجون بضرورة اتخاذ إجراءات عقابية ردعية في حق المعلمة المستخلفة، مع فتح تحقيق ميداني استعجالي في الحادثة. بينما سارع مدير التربية بالولاية إلى عقد اجتماع طارئ بعد تنقله شخصيا إلى المدرسة الابتدائية "النصر"، ليتقرر في نهاية الجلسة فسخ عقد عمل المعلمة المستخفة وحرمانها من مزاولة مهنة التدريس مستقبلا، الأمر الذي خلف ارتياحا كبيرا في أوساط التلاميذ والأولياء على حد سواء. من جهة أخرى، أعلن المسؤول الأول عن قطاع التربية بالولاية أن قطاعه يحضّر حاليا لندوة ولائية حول ظاهرة العنف بالمدارس، وستخرج بتوصيات عملية لمحاربة المتسببين من التلاميذ أو الأساتذة وموظفي القطاع الذين يلجأون للعنف داخل أو خارج المؤسسات التربوية. وخلال جولته أمس، شدد مدير التربية أن "العقاب البدني يمكن أن يتسبب في مشاكل نفسية من شأنها الإضرار بتمدرس التلاميذ، كما يمكن أن يخلف آثارا وعاهات عند التلميذ على مدى الحياة، وهو يشكل من الناحية المهنية خطأ جسيما تترتب عنه عقوبات تأديبية صارمة، وبذلك يتحمل الموظف الذي يمارسه مباشرة كامل المسؤولية في عواقبه. وطلب المدير فور اتخاذه لفرار فصل المعلمة المذكورة من المربين والمربيات الامتناع نهائيا عن استعمال العقاب البدني في ممارساتهم التربوية، وتفادي معاملة التلاميذ بكلام جارح ومختلف أشكال العنف التي تمس كرامتهم.