التأويلات التي طالت المؤسسة العسكرية وراءها مغرضون أو مأجورون من الخارج قال رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" عمر غول، مخاطبا الشباب والمناضلين والإطارات الذين حضروا أمس التجمع الشعبي الكبير الذي احتضنه قصر المعارض بالعاصمة، "لسنا للجزائر بائعين ولا للغير بيّاعين"، في رسالة قوية بعث بها إلى من وصفهم ب"المتحاملين على الجزائر والمغرضين والمساومين والفتّانين والمأجورين والخائنين ومن انخرطوا في أجندات الغير مُهللين ومهرولين"، وأشاد بالشباب خاصة بقوله "أيها القلب النابض للجزائر"، قبل أن يشيد بهم "على فطنتهم وعلى ذكائهم وعلى ثباتهم" وقال "لقد برهنتم للوطن وعشقكم للجزائر وتمسككم بالوحدة الوطنية... لقد حطمتم أحلام المتحاملين على الجزائر...". فخلال تجمع شعبي حضره أزيد من 17 ألف مناضل ومنخرط لم تسعهم قاعة الجناح المركزي لقصر المعارض، يمثلون كل ولايات الوطن إلى جانب قيادات وشخصيات وطنية وسياسية وتاريخية ووزراء ورؤساء وممثلي أحزاب سياسية ورؤساء نقابات ومنظمات المجتمع المدني وفنانين ورياضيين، ألقى رئيس الحزب كلمة بمناسبة الذكرى الأولى من تأسيس الحزب المتزامن والذكرى الثامنة لمسار المصالحة الوطنية، حيث شدد غول في كلمته أمام الحاضرين على ضرورة التحسيس والتنبيه إلى الوضع الدولي والإقليمي الراهن الذي يحيط بالجزائر المقبلة على انتخابات رئاسية بعد أشهر من الآن، وخاطب الشباب الذين اعتبرهم "رمز المفاخر" للجزائر ليكونوا في صورة ومستوى مواجهة هذه التحديات، قبل أن يشيد بفطنتهم ومواجهتهم لهؤلاء الذين حاولوا الترصد للجزائر من خلال ما سماه "الربيع العربي المزعوم" وزعزعة الأمن والاستقرار، مضيفا "لقد لقنتموهم أروع الدروس وأسمى آيات الصمود والشموخ، داعيا إياهم "للاستمرار في رفع راية الأمن والاستقرار والوحدة عالية خفاقة"، مؤكدا لهم من جهة ثانية أن "الدولة مقتنعة بجميع اهتماماتهم وانشغالاتهم وهي عازمة على تجسيد مطالبهم المشروعة التي بدأت في الكثير من التدابير التي تؤخذ مباشرة من خلال الزيارات الميدانية الصائبة للوزير الأول"، متعهدا غول بأن "حزب "تاج" سيرفع كل الاهتمامات للحكومة وسيقف إلى جانبهم من أجل تجسيدها.. لرفع كل العبء عنهم ومحطة الثلاثية المقبلة ستكون محطة لدفع الاقتصاد والتنمية ولصالحهم". في سياق ذي صلة، عبّر رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" عن امتعاضه من بعض التأويلات التي طالت المؤسسة العسكرية، وعبر عن ذلك مرتين في كلمته أمام الحاضرين وخلال الندوة الصحافية التي جمعته بالصحافيين، قال "من يتحدث عن وجود أجنحة في السلطة، هو وحده ينقصه جناح ما"، وعليه يضيف غول "مجلة الجيش تحدثت بوضوح عن هذه المسألة، والجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، هو الضامن للنظام الجمهوري والركيزة الأساسية التي ترتكز عليها الدولة والوطن والأمة وهو المرابط دوما على الحدود وفي كل ربوع الوطن لضمان الأمن والاستقرار وهو الجدار الواقي والمنيع ضد كل من سوّلت له نفسه إيذاء الجزائر أو النيل من سيادتها أو سكينتها أو استقرار وأمن شعبها، وكان الجيش ولا زال وسيظل في خدمة الشعب تحت قيادة رئيس الجمهورية وقيادة الأركان"، معتبرا التغييرات الأخيرة في مؤسسة الجيش "إصلاحات وتغييرات وتحسينات في صالح البلاد كما تخضع كل المؤسسات" ويضيف "ما حصل مؤخرا على مستوى هذه المؤسسة شيء طبيعي وعادي ينُّم عن رغبة قيادة البلاد في تطويره ليواكب المرحلة ويستعد للتحديات المستقبلية"، موضحا بأن "هدف الإصلاحات والترتيبات الأخيرة هو استكمال مسار العصرنة واحترافية المؤسسة وكل من أراد أن يزرع الشكوك والمغالطات حول وحدة وتماسك الجيش، إما جاهل أو مغرض أو متهور أو مأجور من الخارج وهو بعيد كل البعد عن حقائق الأمور"، داعيا "كل المواطنين إلى الالتفاف حول جيشنا الباسل والقيادة العليا للبلاد من أجل تعزيز بناء جزائر آمنة ومستقرة ومتطورة قوية ورائدة بين الأمم"، وعرّج بعدها على التحديات والأخطار التي يواجهها جيشنا على الحدود ومختلف أسلاك الأمن، رافضا أن "تكون الجزائر كما يتوهم أو يعمل البعض على أن تكون منطقة عبور أو منطقة استهلاك للمخدرات والأسلحة وكل الآفات الفتاكة والأفكار الهدامة وبذور الفتنة السامة"، مؤكدا بأن "المصالحة الوطنية هندسها رئيس الجمهورية وأقرّها وعبّد طريقها والجيش الوطني الشعبي ّأبرّها وأطرها ونفذها والشعب الجزائري احتضنها". وعن رئاسيات 2014، شدد غول بالقول "نحن واضحون، نحن حزب وطني جامع ومتفتح على الجميع وعملنا السياسي سيتواصل مع جميع الأحزاب بما فيها حزب التجمع الوطني الديمقراطي وحزب الحركة الشعبية الجزائرية بعد لقائه الأول من حزب جبهة التحرير الوطني وستتواصل المشاورات مع أحزاب في الحكومة وخارج الحكومة من أجل بناء جزائر والخروج بقرارات تكون في مستوى التحديات المحدقة بنا"، موضحا في نفس السياق بأن "الرئاسيات سوف تجري في سياق عادي والجميع سيعمل من أجل إنجاحها.. ونحن حزب "تاج" الأمور واضحة بالنسبة إلينا، إذا تقدم الرئيس للترشح نحن معه إخلاصا ووفاء لما قدمه وإذا كان هناك أمر آخر فلدينا مؤسسات على مستوى حزبنا ومشاورات مع باقي الأحزاب لاتخاذ القرار".