أكد أمس، عمار غول رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج"، أن الحزب سيشرع في مشاورات ولقاءات مع أحزاب سياسية تصبّ في إطار التحضير لرئاسيات 2014، للسعي إلى رفع التحديات المنتظرة خلال هذه المحطة التي ستجري في ظل ظروف دولية وإقليمية وجهوية تتسم "بالخراب"، ودعا غول قواعد حزبه لرفع درجة التأهب والعمل من أجل "أن يتجذر ويتعمق الحزب أكثر" عبر كل شبر من القطر الوطني وخارج الوطن من أجل قطع الطريق أمام المتربصين بالتراب الوطني، كما "حيّا الجيش الوطني الشعبي على جهوده ومهامه اليومية ومرابطته في الحدود من أجل الحفاظ على استقرار الوطن في ظل المشاكل والأزمات العديدة التي تحيط بشريطنا الحدودي". وأشار غول في هذا الشأن إلى مشكل انتشار الأسلحة الفتاكة التي قال إنها "كانت موجهة لصنع وهم "الربيع العربي" في دول منطقة الوطن العربي، التي أصبحت اليوم في يد الإرهابيين وعصابات التهريب بكل أشكاله، إلى جانب تحدي مواجهة الأطراف التي أرادت أن تُحوّل الجزائر إلى منطقة عبور للمخدرات ثم تريد أن تصبح منطقة استهلاك من أجل تحطيم وتدمير الطاقات الحية". من جهة ثانية، أبرز غول موقف حزبه من التعديل الحكومي الجديد الذي أجراه رئيس الجمهورية نهاية الأسبوع، حيث قال "تاج" عضو في هذه الحكومة مع العلم أن رئيس الجمهورية قام بتعيين الوزير عمار غول على رأس وزارة النقل بعد كان على رأس وزارة الأشغال العمومية لأزيد من 11 سنة"، كما كشف عن جملة التعليمات والمهام التي كلّف بها رئيس الجمهورية الحكومة الجديدة، حيث اعتبر غول هذا التعديل قد "أضفى الديناميكية من خلال التعليمات التي وجهها رئيس الجمهورية للحكومة من أجل التكفل أكثر بانشغالات المواطن وتحسين ظروفه المعيشية وتعزيز الأمن والاستقرار وحماية الحدود"، وألّح على "ضرورة التعاطي أكثر مع المواطن والمؤسسات والإطارات بثقافة الحفاظ على المكتسبات الوطنية فيما يتعلق بالأمن والاستقرار وهي خط أحمر"، مجددا موقف حزبه في ردّه على سؤال حول العهدة الرابعة لرئيس الجمهورية، حيث قال "كلامنا واضع ورفعنا شعارا واضحا يتمثل في الوفاء والإخلاص للدولة ورجال الدولة والمؤسسات وكل من يبني الجزائر لمصلحة الشعب". فخلال افتتاحه لأشغال لقاء وطني بمسؤولي المكاتب الولائية للحزب بهدف التحضير لمختلف الملتقيات الوطنية القادمة، إلى جانب الذكرى الأولى لتأسيس الحزب المصادفة لتاريخ 28 سبتمبر، أكد غول على أن "تاج" سوف يلعب دورا رئيسيا خلال محطة رئاسيات 2014، وعليه ستكون أولويته في المرحلة الراهنة بعد استكمال تنصيب المكاتب البلدية في الولايات، مباشرة فتح الباب للانخراطات أكثر فأكثر ضمن صفوف الحزب"، وأعطى "تعليمات لبرلمانيي الحزب والمنتخبين المحليين للتعبئة والعمل على توسيع تواجد الحزب في كل شبر، وذلك من خلال الشروع في استقبال الانخراطات وتسليم بطاقات الانخراط لتكون دليلا على مدى "تجذر تاج" في أعماق المجتمع الجزائري، وأن يكون الانخراط بدون أي إقصاء"، مشددا "على ضرورة إدماج أبسط مواطن إلى جانب الطاقات والإطارات الوطنية والنخبة"، حيث اعتبر غول "بقاء النخبة مهمشين عن المشهد السياسي، من شأنه تعطيل الحركية السياسية"، داعيا إياهم "للالتحاق بالحزب على مستوى جميع هياكله المركزية أو المحلية". حيث يهدف الحزب من خلال إنشاء هذه الهياكل إلى تنظيم قوى الحزب لتكون قاطرة نحو مواجهة مختلف التحديات على رأسها رئاسيات 2014، الذي أكد أن "تاج" سيعمل على أن يكون هذا الموعد عرسا لتجميع الجزائريين وليس التمزيق على غرار ما يحدث في الوطن العربي المستهدف والمبرمج ضمن أجندات دول أجنبية لتفتيتها حسب غول". وأضاف بالقول "لقد رفعنا السقف لفتح فضاء التشاور مع الأحزاب والشخصيات الوطنية، لأداء دور جماعي ليكون هذا الموعد عرسا لبناء دولة عصرية ورائدة مع الأخذ بعين الاعتبار مجريات محيطنا الدولي والإقليمي"، وأكد غول في هذا الصدد، بأن "موقف الجزائر من أحداث الوطن العربي كان صائبا جدا"، مشيرا إلى أننا "تعرضنا إلى ضغوطات داخلية وخارجية رهيبة لدفعنا وجرّنا لتلك المستنقعات والتدخل في شؤون الدول وضرب شعوب وأمم"، مُرجعا غول "الفضل في هذا إلى حنكة الدبلوماسية الجزائرية وحكمة رئيس الجمهورية"، ودعا إلى "ضرورة التريث والتعامل بنفس الحنكة والعقل والحكمة والتجاوب إيجابيا مع دول الجيران في معالجة المشاكل المعقدة التي تحيط بحدودنا الشرقية والغربية والجنوبية دون الوقوع في فخ الاستفزازات والاستدراج".