جدل قبيل انطلاق تصوير أضخم عمل عن مؤسس الدولة الجزائرية من طرف الأمريكيين - حازرلي ل"البلاد": الأمريكيون يملكون التقنيات ونحن نملك الروح والصدق! - أحمد راشدي: لو منحت نصف الميزانية لأنجزته بكفاءات جزائرية لا يزال موضوع اختيار الأمريكي "شارل برنات" لإخراج فيلم سينمائي عن مؤسس الدولة الجزائرية الأمير عبد القادر، يثير الكثير من التساؤلات لدى مخرجين جزائريين قبيل انطلاق تصوير مشاهد هذا العمل السينمائي الضخم منتصف الشهر القادم، وذلك بالنظر إلى "أحقية هؤلاء بهذا المشروع". وظل هذا الفيلم على المحك لأكثر من سبع سنوات، لتقرر وزارة الثقافة أخيرا الإفراج عنه، ولكن بعيدا عن كل التوقعات بعد ما وقع الاختيار على مخرج أجنبي يؤرخ لمسيرة وحياة مؤسس الدولة الجزائرية وتفاصيل دقيقة عنها، فيما لا يعد هذا في نظر بعض المخرجين الجزائريين؛ رفضا لاستثمار الكفاءات الأجنبية في الجزائر، أو لفكرة الإنتاج المشترك، ولكن تغييبا لأهم العناصر التي من شأنها أن تنجح أي فيلم، خاصة إذا تعلق بشخصية كالأمير عبد القادر. وضمن هذا الإطار، يقول المخرج محمد حازرلي في حديث ل "البلاد"، إنه متخوف من أن يغفل المخرج الأمريكي أهم تفاصيل حياة الأمير عبد القادر التي ترتبط بتفسير القرآن والشعر والتصوف"، موضحا "قد يكون للجهة التي رشحت الأمريكي لإخراج الفيلم أسبابها، ولكني أعتقد أن أي مخرج أجنبي لن يقترب من روح الأمير عبد القادر كما كان سيفعل أي مخرج جزائري، سواء لخضر حمينة أو أحمد راشدي أو حتى أنا صاحب التجربة البسيطة وبنسبة عشر بالمائة فقط من الميزانية الإجمالية التي خصصت للفيلم". وقال محدثنا أيضا "وحتى هذه الأسماء التي ذكرتها لا يمكن أن تقدم مثلا فيلما عن نابوليون بونابارت أفضل من الفرنسيين أنفسهم.. يجب أن نكون واقعيين، فكيف يمكن لأجنبي أن يقف على جزئيات مهمة في حياة الأمير عبد القادر، المتصوف، الشاعر، الزوج، مفسر القرآن.. كيف يمكن أن تحضر روح الأمير في فيلم مخرجه أمريكي لا يعرف نوع أكل ولباس الجزائريين.. أنا لست ضد فكرة الإخراج الأمريكي، وليس لدي أدنى شك في الإمكانيات والتقنيات العالية لديهم، ولكني متخوف من أن يكون العمل السينمائي هذا مجرد مشاهد ووقائع فارغة من الروح الحقيقية لبطل القصة.. ودعيني أعطيك مثالا وأطرح عليك سؤالا في نفس الوقت حول فيلم "الرسالة" الذي أخرجه السوري مصطفى العقاد باللغتين العربية والفرنسية.. أي النسختين كانت أنجح وأقرب إلى المشاهد.. أي التكبيرتين كانت أصدق.. هل التي قالها الفنان عبد الله غيث أم أنتوني كوين؟". يواصل حازرلي بحماس شديد "أعرف أن هذا ليس تقليلا من شأن المخرجين الجزائريين ولكن كان يفترض على الأقل استشارتهم حتى يعطوا أفكارهم حول هذا الفيلم، فإن كان المخرجون الأجانب يملكون التقنيات والإمكانيات العالية فنحن نملك الروح والصدق". من ناحية أخرى، كان المخرج أحمد راشدي أوضح سابقا أنه ليس ضد الفكرة، ولكنه تساءل عن الأسباب التي دفعت الجهات المعنية لاختيار مخرج أمريكي وإغفال الكفاءات الجزائرية، فيما كشف راشدي أن كل رؤساء الجزائر اقترحوا عليّه إنتاج الفيلم، لكن غياب "السيناريو" هو الذي حال دون انجاز هذا العمل السينمائي الضخم. غير أن راشدي الذي يحرص في السنوات الأخيرة على إخراج أفلام تؤرخ لشهداء الثورة التحريرية، لم يمانع فكرة الإخراج المشترك، بل راح إلى أبعد من هذا، مؤكدا أنه لو منح نصف الميزانية التي خصصت للمشروع لإخراج فيلم الأمير عبد القادر لقام بإخراجه كما يجب وبالاستعانة بكفاءات جزائرية"، وفق تعبيره.