عبد الله غول أول رئيس تركي يؤدي الفريضة منذ "علمنة" الدولة 86 شخصا شاركوا في عملية تغيير كسوة الكعبة المشرفة يؤدي مناسك الحج هذا العام عدد من الرؤساء، أبرزهم الباكستاني ممنون حسن، والموريتاني محمد ولد عبد العزيز، والسوداني عمر البشير، والتركي عبد الله غل، غير أن الأخير أثار قدرا كبيرا من الاهتمام، إذ إنه يعد أول رئيس لتركيا العلمانية يؤدي مناسك الحج وهو على رأس منصبه. وفيما تتهيأ تركيا للاحتفال بذكرى مرور 90 عاما على الجمهورية في 29 الجاري، بزعامة مصطفى كمال أتاتورك، أدى الرئيس التركي ال11 عبد الله غل مناسك الحج تلبية لدعوة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، ما يعد سابقة في تاريخ تركيا، إذ أضحى أول رئيس تركي يؤدي مناسك الحج وهو على رأس منصبه. ووصل الرئيس التركي إلى السعودية من طريق مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينةالمنورة، وسافر جواً إلى مطار الملك عبد العزيز في جدة، ثم انطلق بعدها إلى المشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج، ويغادر السعودية عائداً إلى بلاده في 18 أكتوبر الجاري. ورغم المبادئ العلمانية الصارمة التي بنى عليها أتاتورك تركيا الحديثة، إلا أن الرئيس المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية ذي التوجه الإسلامي، كسر العرف التركي بقدومه إلى الحج، ليبرهن على عزم الحزب الحاكم المضي قدماً في التحرر من القيود العلمانية، وليعود بالأذهان إلى مؤسس الحركة الإسلامية الحديثة في تركيا نجم الدين أربكان الذي تم حظر حزبه بتهمة انتهاك العلمانية العام 1998. من ناحية أخرى، اتجهت أنظار المسلمين، في "يوم عرفة"، عقب صلاة الفجر، إلى بيت الله الحرام، في مكةالمكرمة، لمشاهدة تغيير كسوة الكعبة المشرفة، والتي تبلغ تكلفتها حوالي 22 مليون ريال سعودي، على يد 86 شخصاً من العمالة والفنيين والصناع. ومن المعروف أن السلطات السعودية تقوم كل عام باستبدال كسوة الكعبة المشرفة بكسوة جديدة. ويعود هذا التقليد، إلى عصر ما قبل الإسلام، حيث عدت كسوة الكعبة المشرفة من أهم مظاهر الاهتمام والتشريف والتبجيل لبيت الله الحرام.