نزل، أمس، 35.660 حاج جزائري وسط ثلاثة ملايين مسلم من كافة بقاع الأرض بأرض منى، حيث المشعر الحرام، وقد بدأ توافدهم مع إشراقة صباح أمس الأحد الثامن من شهر ذي الحجة الجاري لقضاء يوم التروية الذي انتهى مساء أمس، وهذا اقتداء بسنة الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام. وقد اقترن توافدهم أمس الى منى بالهدوء والسكينة وارتفعت أصواتهم بالتلبية، متجهين إلى الله تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق جل جلاله وبذكره تعالى استجابة لأمر الحق في قوله تعالى "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق". اليوم في عرفات.. كل يناجي ربه وتبدأ قوافل الحجاج الذين يصل عددهم هذا العام، إلى غاية يوم أمس، إلى زهاء ثلاثة ملايين ناسك مع شروق شمس اليوم التاسع من ذي الحجة بالنفرة الى صعيد عرفات لقضاء يوم عرفة كاملا هناك، وهم صائمون. ويستقبل الحجاج، يوم غد الثلاثاء العاشر من ذي الحجة، بعد وقوفهم بعرفات ونزولهم الى مزدلفة، ثم منى عيد الأضحى المبارك الذي يحتفل به العالم الإسلامي وتؤدى خلاله شعيرة النحر اقتداء بالسنة النبوية، وبسنة أبينا إبراهيم عليه السلام. جدير بالذكر أنه سيتم اليوم بمكة المكرمة استبدال كسوة الكعبة المشرفة الحالية بالكسوة الجديدة، وهذا جريا على العادة السنوية، حيث تقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في مثل هذا اليوم من كل عام باستبدال ثوب الكعبة المشرفة بثوب جديد يتم صناعته بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بحضور عدد من منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومن مصنع كسوة الكعبة المشرفة. وأوضح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أن الجهة المختصة في الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ستبدأ مراسم تلبيس ثوب الكعبة الجديد بعد فجر اليوم التاسع من شهر ذي الحجة 1431، وسيتم إنزال الكسوة القديمة، وإبدالها بالكسوة الجديدة التي تمت صناعتها من الحرير الخالص والذهب في مصنع كسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة وسيتم نقل مراسم تبديل كسوة الكعبة المشرفة عبر البث المباشر من موقع الرئاسة على الانترنت. جدير بالذكر أن التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة تبلغ 20 مليون ريال تصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتمترا وبطول 47 مترا والمكون من ستة عشر قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. تعزيزات أمنية لحماية ضيوف الرحمن من جهة أخرى، عززت السلطات الأمنية والعسكرية اجراءاتها الى أقصى درجات التاهب والاستعداد تحسبا لأي اعتداءات أو حدوث فوضى أثناء أداء مناسك الحج. يحدث هذا في وقت نفى فيه أمس ما يسمى تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب"، عزمه شن هجوم في الأراضي المقدسة تزامنا مع موسم الحج، حيث يؤدي نحو ثلاثة ملايين مسلم الركن الخامس من أركان الإسلام، بعد أن أبدى الأمير نايف بن عبد العزيز لوزير الداخلية السعودي عدم استبعاده مثل هذا العمل، مؤكدا اتخاذ السلطات الأمنية كافة الترتيبات اللازمة لتأمين الحجاج عند أداء المناسك.