دور النشر التركية تستقي نجوميتها من الدراما في الطبعة الثامنة عشرة قارئات يبحثن عن "مهند" وقراء عن "علم دار" وطلبة يسألون عن التأشيرة! سجّلت دور النشر التركية في الطبعة الثامنة عشر لمعرض الجزائر الدولي للكتاب توافدا لافتا، للجمهور الذي لم يكن يهتم بالأدب ولا الشخصيات التاريخية، بتركيا، سوى الأقلية منه، إلا أنه أصبح لهذه الدور جمهورها الخاص، ليس من النساء فقط وإنما حتى الرّجال، حيث أكد صاحب دار النّشر "كاينك" ساركن جيلان، في حديث ل"البلاد"، أن كتاب السلطان، سليمان القانوني، هو الأكثر مبيعا للسنة، مشيرا إلى أن دور النشر التركية، أصبح لها رواج لافت، بعد انتشار الدراما التركية، في العالم العربي. وأصبح العارض التركي أمام تحدي الأداء الذي يتطلعه الجمهور العربي، والجزائري تحديدا، حتى أنه بات من الضروري، حسب محدّثنا، أن يكون شكل العارضين ومقاييس وسامتهم بالدرجة التي انتظرها الوافدين على الجناح التركي، الأمر الذي أثار استغرابنا، حيث أكد جيلان، أن المقبلين على الجناح، يسألون بشكل لافت عن أبطال الدراما التركية، الذين أصبحوا بمثابة الواجهة للثقافة التركية بشكل عام، فتسأل الوافدات على الجناح، عن مجلات تركية، تحمل أخبار الفنانين، على غرار "كيفانش" المشهور بدور" مهند". كما تكرّر السؤال عن الجزء السابع لمسلسل علم دار "أقراص مرنة"، ناهيك عن البحث عن كتب الطبخ التركي. وهنا أوضح المتحدث باسم دار النشر، أن هذه "الظاهرة" تتكرر مع دور النّشر التركية في كل معارض الكتاب في مختلف الدول العربية، وليس في الجزائر وحسب. مجلات وأزياء "حريم السّلطان" الحاضر الأكبر عن الطبعة استطاع مسلسل "حريم السلطان" التركي، الذي يتحدث عن شخصية السلطان سليمان القانوني، أن يحقق النجاح الكبير ويكون ضمن القائمة الأولى للأعمال الدرامية التركية، إن لم نقل الأكثر مشاهدة على الإطلاق، الأمر الذي جعل القراء الجزائريين يقبلون على كتاب "سليمان القانوني" بقوة. وتحدّث مدير دار النشر عن أن محتوى الكتاب لا علاقة له بمجريات المسلسل، مشيرا إلى أن هذا الأخير شوّه صورة السلطان سليمان، وأعطى الأولوية لنساء قصره، ناهيك عن "التحريف في الأحداث، وذكرأخرى من نسج الخيال رغم أن العمل تاريخي، وكان يجب احترام كل تفصيلة فيه". وسجّلت دور النشر التركية الحاضرة بمعرض الكتاب، إقبالا على مجلات الأزياء التركية، خاصة ما تعلق منها بأزياء حريم السلطان و"أكسسواراتهن"، حيث أكد محدثنا أن دار النشر تفكر جديا في طباعة مجلات خاصة بالأزياء التراثية التركية نظرا لكثرة الطلب عليها. ولاحظنا خلال جولتنا أن الطلبة الجزائريين ممن تحصلوا حديثا على شهادة" البكالويا" أو من يرغبون في استكمال دراستهم العليا؛ يسألون عن الظروف التعليمية في الجامعات التركية، واللّغات المستخدمة، وكيفية الحصول على تأشيرة الدراسة هناك، فقد استطاعت تركيا مؤخرا أن تكون وجهة هامة للطلبة الجزائريين، الذين كانوا يحلمون بالجامعات الأمريكية، والفرنسية، ويجد العارض التركي نفسه قريبا من القارئ الجزائري الذي يحاول دائما السّرد لمدراء هذه الدور، قصة الدولة العثمانية في الجزائر، وكيف أن هناك العديد من الجزائريين ممن لهم أصول تركية، خاصة بتلمسان. كما يسأل الطلبة الجزائريون عن إلغاء التأشيرة بين البلدين، هذا القرار الذي اتخذ في الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للجزائر، في حين تعتبر الليرة التركية أيضا موضعا لاهتمام الجزائريين، بالإضافة إلى المستوى المعيشي هناك. اللّغة والترجمات التركية الأكثر مبيعا في الجناح كشف جيلان عن العناوين الأكثر مبيعا في جناحه بالمعرض الدولي للكتاب، خلال هذه الطبعة، موضحا أنه إلى جانب كتاب السلطان سليمان، يبحث القارئ الجزائري عن كتب "المبادئ الأولى لتعلّم اللّغة التركية"، والتّرجمات الروائية الجزائرية إلى التركية، فقد حازت هذه اللّغة اهتمام الجزائريين، خاصة ممن يرغبون في الالتحاق بالجامعات التركية، وحتى التجار الجزائريين الذين ينوون فتح سوق تجارية مشتركة بين الجزائروتركيا. وأبدى الناشر "ساركن جيلان" إعجابه البالغ بالقارئ الجزائري الذي وصفه ب"متنوع التوجهات، والتطلعات، كما أن الإقبال على المعرض خيالي بالنسبة لأي ناشر، فكلنا نطمح لأن تكون معارض الكتاب التي نشارك فيها بمستوى المعرض الجزائري الذي أصبح صيته مهم والمشاركة فيه حظ، نظرا للاهتمام البالغ الرسمي والشعبي به".