اعترف الناخب الوطني رابح سعدان بأن الهزيمة في المباراة الأولى أمام سلوفينيا قلصت من حظوظ ''الخضر'' في الوصول إلى الدور الثاني في نهائيات كأس العالم.. وإذا ما استعدنا في الأذهان أن سبب الهزيمة من سلوفينيا هي الخطة التي اعتمدها سعدان والتشكيلة التي اختارها بنفسه، فهذا يعني أن سعدان نفسه كان المسؤول الأول عن الخروج المبكر للخضر من المونديال!! لكن الغريب أن المنتخب استعاد توازنه وقال كلمته في المباراة الثانية أمام إنجلترا بعد تدخل جهات أخرى في عمل سعدان الذي فُرض عليه أن يبعد جبور وصايفي وأن يشرك الشاب بودبوز أساسيا.. هذ الأخير أدى مباراة كبيرة، مثلما كان منتظرا.. لكن الأسوأ حصل.. فبعد أن تنفس سعدان الصعداء بالتعادل من إنجلترا، عاود التحكم بنفسه في إعداد التشكيلة، فوقع في الأخطاء نفسها: الاعتماد على جبور أساسيا (وهو لم يسجل من أكثر من عام!!) وتغييره بعبد القادر غزال(صاحب الفضائح المتكررة) ثم إشراك الكهل رفيق صايفي(!!)، على حساب الشاب رياض بودبوز، الذي طالب العديد من الفنيين في وضع الثقة فيه مرة أخرى، لأنه يملك حلولا فردية لا يملكها غيره! لقد أكد سعدان أنه يصر على تطبيق ''ما في رأسه'' مهما كان الثمن، وبالفعل فقد جاء دفع الثمن سريعا: إقصاء من الدور الأول.. بنقطة وحيدة.. وب''صفر'' من الأهداف.. علاوة على ما عاشته بعثة المنتخب من فوضى وتسيب، حيث كان رئيس الاتحادية محمد روراوة يتدخل في كل مرة لإعادة الانضباط.. ربما الشيء الذي كان في رأس سعدان ولم يتمكن من تحقيقه هو إشراك يزيد منصوري في المباريات الثلاث، بعد أن وجد ''طريقة'' لكل من رفيق صايفي، الذي ربما لا يستحق أن يكون ضمن ال 23 لاعبا المشاركين في المونديال، لكن مشيئة سعدان أرادت أن يأخذ اللاعب مكانة لا يستحقها! على كل، النقطة الإيجابية أن الجزائر عادت إلى المونديال وكسبت فريقا شابا يعد بالكثير ويحمل معه أحلاما وآمالا للقادم من المنافسات، وعلى مسؤولي الاتحادية ألا ''يخطئوا الطريق'' في التفاوض مع مسؤولي العارضة الفنية في المستقبل.. سواء كان سعادن أو غيره، لأن الجزائر استعادت هيبتها كرويا، وعليها التأكيد في المستقبل..!