ما إن أطلق الحكم السينغالي الذي أدار إياب المباراة الحاسمة بين المنتخبين الوطني والبوركينابي صافرة نهاية اللقاء بتأهل "الخضر" إلى مونديال البرازيل، حتى بدأ عدد كبير من أنصار "الخضر" بالتخطيط لحضور هذا الحدث الكروي العالمي الذي ستكون الجزائر هي الممثل العربي فيه للمرة الثانية على التوالي. هذه الرغبة أبداها جمهور ملعب تشاكر الذي تشكل من مناصرين قدموا من مختلف ولايات الوطن بجهاته الأربع، من خلال مطالبة وزير الشباب والرياضة محمد تهمي بالعمل على تسهيل تنقل المناصرين إلى "بلاد السامبا" البرازيل والوقوف إلى جانب رفاق مجيد بوڤرة في التحدي المونديالي الجديد، ليأتيهم الجواب المطمئن من وزير النقل مباشرة بأن الوزارة ستتخذ كل الإمكانات اللازمة والضرورية لضمان تنقل أكبر عدد من الجماهير إلى البرازيل التي ستكون من الوجهات الأكثر طلبا في الجزائر خلال صيف العام المقبل. الأمر الذي سيجعل وكالات السفر الجزائرية في حالة استنفار كبير خلال المرحلة المقبلة، إذ ستدخل في سباق أفضل العروض التي ستقدمها للأنصار الراغبين في التنقل من خلال حجز تذاكر السفر إلى البرازيل التي لا يربطها أي خط للتنقل الجوي المباشر مع بلادنا، مما يستلزم التنقل إلى دولة أخرى مربوطة بها عبر خط جوي ثم السفر عبرها، مثلما كان الأمر خلال مونديال جنوب إفريقيا في عام 2010، حيث تحتم على الجمهور الجزائري الذي تنقل إليها الذهاب إما إلى العاصمة المصرية القاهرة أو إلى فرنسا قبل التوجه إلى بلاد "البافانابافانا". بالإضافة إلى قضية النقل الجوي، سيكون على وكالات السفر تقديم أفضل العروض في مجال الفنادق وأماكن الإقامة، من حيث قربها من الملاعب التي سيعلن عنها بعد إجراء قرعة مواجهات المونديال أنها ستحتضن لقاءات "الخضر"، وكذلك في الجانب الأمني وهو أكبر هاجس يؤرق مختلف دول العالم في البرازيل نظرا إلى الانتشار الكبير لعصابات الجريمة المنظمة، التي يعاني السياح المتنقلون إلى هذا البلد الأمريكي الجنوبي من تهديداتها باستمرار، حيث سيكون على كل وكالة سفر تدخل غمار المنافسة المحمومة على زبائنها من المناصرين الجزائريين ضمان تواجد فنادقها ضمن أفضل المناطق من حيث التغطية الأمنية اللازمة لسلامتهم الجسدية وما يحوزونه من ممتلكات. هذه العوامل ستجعل من البرازيل هذا البلد الذي يقع في أمريكا اللاتينية المعروفة بأنها منطقة لا توجد فيها جالية جزائرية ملحوظة، ولا تمثل وجهة سياحية معروفة عند الجزائريين هي الوجهة الحلم خلال المرحلة المقبلة عند الأنصار التواقين لمعايشة المزيد من انتصارات "الخضر" عن قرب، وعند وكالات السفر التي ترى في التأهل فرصة لاستثمار التأهل في الحصول على أكبر نسبة من الزبائن وتحقيق أكبر المكاسب التجارية.