الفرنسيون يغتنمون الرياضة للسياحة والجزائريون يدفعون 40 مليونا لكرة القدم فاق عدد الجزائريينبفرنسا الذين حجزوا أماكن باتجاه جنوب إفريقيا لتشجيع الفريق الوطني عدد الفرنسيين الذين قرروا متابعة فريقهم في مباريات كأس العالم، حيث يبحث هؤلاء عن السياحة في وقت لا يهدف الجزائريون إلا لتشجيع الخضر ثم العودة إلى فرنسا مقابل 40 مليون سنتيم. * أكدت تقارير صحفية فرنسية صادرة أمس أن عدد الجزائريين الذين حجزوا أماكنهم للسفر إلى جنوب إفريقيا لمناصرة الفريق الوطني هو أكبر بكثير من عدد الفرنسيين الذين قرروا لحد الآن مرافقة فريق فرنسا إلى بلاد نيلسون مانديلا لمشاهدة مجريات المقابلات النهائية للدورة التاسعة عشر لكأس العالم للفيفا. * وحسب ما جُمع من معلومات لدى الشركات السياحية الأربعة التي اعتمدتها الاتحادية الدولية لكرة القدم في فرنسا لنقل بيع تذاكر مقابلات المونديال، فإن الاختلاف كبيرا بين المنتجات السياحية التي يقبل عليها الجزائريونبفرنسا وتلك التي يطلبها الفرنسيون، حيث يسعى الفرنسيون الذين قرروا تخصيص نصيب من ميزانيتهم للتنقل إلى جنوب إفريقيا إلى ضرب عصفورين بحجر بتشجيع الفريق الفرنسي المتأهل هو الآخر للمونديال من جهة والسياحة في بلد يقال أنه من بين أجمل بلدان إفريقيا، بينما لا يسعى الجزائريون من وراء السفر لجنوب إفريقيا إلا بسبب كرة القدم ومن أجل مناصرة الفريق الوطني الجزائري لا أكثر ولا أقل. * وقبل 3 أشهر بالضبط من موعد أكبر تجمع كروي عالمي ستشهده جنوب إفريقيا بين 11 جوان و11 جويلية القادمين، لم تضبط الوكالات السياحية في فرنسا عدد المناصرين الذين حجزوا أماكنهم في ملاعب جنوب إفريقيا، وستتغير المعطيات لا مجال من هنا إلى غاية قرب موعد المونديال، لكن المؤشرات تقول أن "جزائريي فرنسا هم زبائن جيدون في الوقت الحالي"، ولم تجد شركات السياحة صعوبة في إقناعهم بالعروض التي تملكها، فهم يعرفون ماذا يريدون الخدمات الأقل تعقيدا والأقل مدة وبأقل الأسعار. * فمن حيث أن طلب أبناء الجالية الجزائرية في فرنسا هو على الصيغ الأقل ثمنا فهذا لا يعني أن الخدمات السياحية تلك هي في متناول الجميع، حيث أن أقل الأسعار المطبقة بالنسبة لإقامة تدوم 9 أيام بما فيها يومي السفر ذهابا وإيابا هو 3195 أورو أو ما يعادل 40 مليون سنتيم جزائري، تضم بطاقة السفر الجوية والإقامة في الفنادق والتنقل بين المدن وتذكرة الملعب، وقد اضطر المقبلون على شراء هذه الخدمة السياحية إلى اختيار مشاهدة أهم مقابلتين من المجموعة (ج) التي يلعبهما فريق الخضر، وهما المقابلتين ضد فريق انجلترا يوم 18 جوان بمدينة لوكاب وضد فريق الولايات المتحدة الأمريكية يوم 23 جوان ببريتوريا، في حين تنازلوا عن مشاهدة مباراة الجزائر سلوفينيا التي ستكون الأولى وتلعب يوم 13 جوان بمدينة بولوكوان نظرا لغلاء الإقامة. * ومن حيث الواقع الاقتصادي على ميزانية الفرد، تؤكد هذه المعطيات أن التنقل لجنوب إفريقيا لمناصرة الخضر سيكون ثقيلا على المناصرين الجزائريين الذين يتكون غالبيتهم من الشباب الذين لا يملكون استقرارا ماليا، بل يكاد يكون ترفا إذا ما قورنت أسعار الرحلات الجوية والإقامة في الفنادق والنقل الجوي بين المدن الجنوب إفريقية بمدخول الفرد الجزائري، الذي لا يسمح في أغلب الحالات بسد الحاجات الضرورية اليومية، فكيف بسفرية إلى جنوب إفريقيا تكلف أكثر من سفرة العمر لحج بيت الله الحرام التي تدخلت فيها الدولة هي الأخرى لدعمها نظرا لضعف مستوى معيشة الجزائريين. * فإذا كان الجزائريون في فرنسا تكلف مناصرتهم للخضر 40 مليون سنتيم في أقل الصيغ سعرا، مع حساب الفارق في المستوى الاقتصادي، فإن المناصرين من الجزائر لن تكون لهم فرصة التنقل لجنوب إفريقيا بأعداد كبيرة مهما خفضت الجوية الجزائرية أسعارها خاصة وأن المناصر الذي يستثمر كل هذا المبلغ في حضور مباريات الفريق الجزائري يدفعه لذلك الأمل في مشاهدة مستوى لائق وفوز ونتائج إيجابية.