يحضر العديد من مناصري الخضر لليوم الموعود، الذي سيجمع فريقهم بالمنتخب المصري السبت القادم بملعب القاهرة، ولهذا الغرض كشف البعض عن نيتهم واستعدادهم للسفر مهما كلفهم ذلك من ثمن، ففي كل ولايات الوطن حزم البعض أمتعتهم منذ مدة، ليشدوا الرحال إلى أم الدنيا في اليوم المناسب ليكونوا إلى جانب الخضر لمناصرتهم والعودة بتأشيرة التأهل إلى المونديال، شباب وحتى كهول، أرادوا أن يكونوا في عين المكان ليعيشوا الحدث والواقعة الكبرى، وكلهم أمل وتأكيد بأن الفريق الجزائري هو من سيتأهل وسيفوز أيضا على المصريين في عقر دارهم . من هؤلاء (بوزيد .ن) أحد رجال الأعمال، الذي أوقف كل أشغاله للتنقل إلى مصر يوم الخميس القادم: "هذه المقابلة ستبقى خالدة في التاريخ، فسنثبت للمصريين أننا الأجدر بالوصول إلى المونديال، فقد أردت أن أكون حاضرا في الملعب لأشهد هذا الحدث الذي أكيد أن كل الجزائريين مثلي لا يريدون تفويته مهما كلفهم ذلك من ثمن". وبدأت الاستعدادات للسفر بالنسبة للكثيرين من المناصرين منذ عدة أيام، حيث تهافتوا على وكالات الخطوط الجوية الجزائرية التي تضمن رحلات إلى القاهرة، حيث تعد السباقة في هذا العرض، لتحذوا بعض الوكالات السياحية حذوها، وتقدم خدماتها للزبائن الراغبين في السفر إلى مصر بتخفيضات في الأسعار وتقديم أفضل الخدمات لجلب أكبر قدر ممكن من المناصرين باتجاه القاهرة. " رايحين .... برا، جوا، بحرا" نظم بعض الأنصار أنفسهم في جماعات والبعض الآخر أرادوا السفر فرادا إلى مصر، من أجل مناصرة الخضر وفضل البعض التوجه إلى الوكالات السياحية للسفر في ظروف منظمة خاصة وأن هذه الأخيرة تضمن لهم تأشيرة الدخول، إضافة إلى تذكرة الملعب، في حين فضل آخرون المغامرة بالسفر لوحدهم أي عن طريق الحجز الجوي، أوالسفر برا مثلما كان حال بعض المناصرين الذين كادت أن تنطلق بهم الحافلة برا يوم الثلاثاء الماضي باتجاه القاهرة، الرحلة التي نظمتها إحدى وكالات السياحة في بئر توتة، لكنها ألغيت نظرا لمشكل التأشيرات التي لم يتحصل عليها صاحب هذه الوكالة لصالح زبائنه، والذي يقول عن هذه الرحلة: "للأسف اضطررننا لإلغاء هذه الرحلة التي كانت مقررة يوم الثلاثاء صباحا، والتي كانت ستنقل 20 مناصرا للخضر إضافة إلى سائقين يتداولان على قيادة الحافلة، حيث كان من المقرر أن تكون الرحلة على النحو التالي سير لمدة أربع ساعات، ثم توقف لمدة ساعة وهكذا دواليك حتى الوصول، فقد اتفقنا مع شريكنا في مصر أن يقوم باقتناء تذاكر الملعب التي بلغ ثمنها 47 دولارا، إلا أن مشكل التأشيرات إضافة إلى عدم حصولنا على تسريح من وزارة النقل لإجراء هذه الرحلة، جعلنا نلغيها وبالتالي علينا أن نعوض لزبائننا الذين دفعوا لنا لحجز أماكنهم". ويبدو أن رغبة الكثير من الجزائريين حضور اللقاء في ملعب القاهرة جعلهم لا يفكرون في أي شيء، لا في عناء التعب الذي قد يصيبهم خلال الرحلة البرية أوالمخاطر التي قد يعرفها الطريق، فبالنسبة للكثير منهم كل شيء يهون إن فاز المنتخب الجزائري في مصر والتأهل إلى المونديال فعلى حد تعبير البعض منهم: "لا نخشى أي شيء، فالفريق الوطني هو من أفرحنا وبالتالي من الواجب علينا أن نقف إلى جانبه حتى وإن لعب في القطب الشمالي، للأسف ألغيت الرحلة لكننا سنحاول إيجاد وسيلة أخرى فنحن ذاهبون إلى القاهرة ونقول لهم انتظرونا، برا، بحرا أوجوا، المهم الوصول ومشاهدة المباراة في الملعب ومناصرة فريقنا والعودة بالتأهل". الوكالات السياحية تنتعش وحتى وإن لم يتمكن هؤلاء من السفر كما أرادوا، إلا أن البعض الآخر من المناصرين ينتظرون فقط تاريخ الرحلة لأنهم أنهوا كل الإجراءات اللازمة مع الوكالات السياحية التي ضمنت لهم كل شيء، كإحدى الوكالات على مستوى شارع حسيبة بن بوعلي، والتي اقترحت الرحلة إلى القاهرة ب 66500 دج للفرد، يغطي تذكرة الطائرة وحجز في فندق من 5 نجوم مع فطور الصباح، للفترة الممتدة ما بين 13 إلى 16 نوفمبر الجاري، مع ضمان الحصول على تذكرة الدخول إلى الملعب وبعض الزيارات السياحية بعد اللقاء في مصر، مثلما تقول مسيرة الوكالة. هذه الخدمات المقدمة وحسب دائما نفس المسيرة جعلت البعض من محبي الخضر يتهافتون عليها، فلدى سؤالنا عن وجود أماكن شاغرة أكدت أنها حجزت كلها، ولم تكشف هذه الأخيرة عن عدد هؤلاء المناصرين الذين سيسافرون معها إلى القاهرة، لكن من المؤكد أن عدد الجزائريين الذين سيكونون في العاصمة المصرية وفي الملعب سيكون كبيرا، فإلى جانب 2000 مكان التي تحصلت عليها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم والمخصصة لصالح مناصري الخضر والتي تباع هنا في الجزائر، والرحلات التي تضمنها الخطوط الجوية الجزائرية، فإن الكثير من المناصرين من الذين يسافرون جماعات مع الوكالات السياحية أوفرادا سيسجلون حضورهم على ضفاف النيل، فقد أكد لنا معظمهم أن الاحتفالات ستكون كبيرة على النيل. ويبقى المشكل المطروح، هو أن هؤلاء الأنصار الذين يسافرون مع الوكالات السياحية أوبمفردهم، قد يجدون أنفسهم مرغمين على متابعة اللقاء مع المناصرين المصريين لأن تذاكر دخولهم إلى الملعب تقتنى في مصر عن طريق الشركاء فيما يخص الوكالات السياحية أوبشرائها في عين المكان لمن استطاع الحصول عليها لدى وصوله إلى مصر، فهؤلاء سيكونون بعيدا عن المنصة التي خصصت للاتحادية الجزائرية، والتي يضمن فيها الأمن ل 2000 مناصر المتفق عليهم مع المصريين.