خطر الفيضايات يستنفر السلطات شرعت مديرية الري في تطبيق برنامج استعجالي يتمثل في تنقية الوديان الكبيرة المارة عبر بلديات من أجل ضمان عدم ركود المياه بالوديان وتعفنها وتحولها الى مصدر للروائح الكريهة إضافة الى برمجة عمليات تنقية وتطهير روتينية من أجل تجنب وقوع فيضانات بعد امتلاء الوديان بالأخشاب والأوحال وهو ما عرفته الولاية في العشرية الأخيرة في الكثير من البلديات. كما قامت مديرية الري بالتنسيق مع المصالح التقنية للبلديات الساحلية بإعداد برنامج يهدف لحماية المدن الساحلية ضد الفيضانات وتدفق الأوحال والتي كانت هاجس السكان القاطنين بهذه البلديات خلال السنوات الأخيرة حيث وبمجرد حلول فصل الشتاء تزداد مخاوف السكان من حدوث فيضانات في ظل الانسداد الكبير الذي تعرفه قنوات صرف المياه والتي تعود في معظمها إلى العهد الاستعماري أو إلى 30 سنة على الأقل. وخصصت المديرية 500 مليون دج سيتم توزيعه بين البلديات الساحلية التي كانت محل دراسة في الآونة الأخيرة قصد تحديد النقاط السوداء التي أدت إلى وقوع فيضانات وتدفق ما لا يقل عن 30 ألف طن من الأوحال في بضعة ساعات في كل من "بواسماعيل" و«عين تاقورايت" و«خميستي" و«بوهارون". كما أن المبلغ المرصود للبرنامج سيتم توزيعه حسب الأولوية في الموقع والأضرار المسجلة خلال الفيضانات السابقة. هذا وكانت مديرية الري قد أعدت دراسة سابقة لتحديد الأسباب المؤدية لحدوث الفيضانات بالمنطقة دون غيرها، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن السبب الرئيسي في ذلك هو انعدام الثقافة المدنية والعمرانية لدى المواطن وهو ما أدى إلى انتشار المجمعات السكنية بطريقة فوضوية وإنجاز سكنات محاذية لمجاري الوديان بالإضافة إلى انعدام صيانة شبكة صرف مياه الأمطار والبالوعات، وقد سطر المسؤولون المحليون جملة من العمليات المستعجلة وعلى المدى البعيد تتمثل في غرس شجيرات لتثبيت التربة وتهيئة أرضيات مدرجة وتصحيح مجاري المياه وتنظيف الوديان. وفي هذا الإطار ستستفيد بلدية "عين تاقورايت" من مبلغ 35 مليون دج لبعث عمليات تشجير بمساحة تتربع على 30 هكتارا وتنظيف مجاري الأودية، علاوة على إنجاز خنادق على مستوى المنحدرات لوقف تدفق الأوحال. ونفس الإجراءات اتخذت بالنسبة لبلديات "بوهارون" التي استفادت من مبلغ قدره 80 مليون دج و«بواسماعيل" هي الأخرى التي استفادت من 60 مليون دج و«خميستي" ب28 مليون دج في إطار البرنامج المتعلق بحماية المدن ضد الفيضانات الذي يقضي بترميم وإنجاز شبكات لصرف مياه الأمطار وتحويلها عن المراكز الحضرية والمناطق السكنية المنتشرة بشكل فوضوي في السنوات الأخيرة. وقد استفادت ولاية تيبازة عقب الفيضانات التي مست مدينة "سيدي غيلاس" سنة 2002 من غلاف مالي بلغت قيمته الإجمالية 800 مليون دج للتكفل ببرنامج حماية 11 بلدية من مجموع 28 تتشكل منها الولاية، وتم آنذاك إنجاز 3 أنواع من العمليات ذات أولوية اشتملت على تهيئة الوديان الواقعة بأعالي المدن، حيث تم تنظيف مجاري المياه وبناء ودعم الجدران الواقية بضفاف هذه الأودية بالإضافة إلى إزالة الحواجز التي تعرقل صرف المياه لمنع ركود المياه السطحية.