نظرا للخطر الذي أصبح يهدد الشريط الساحلي بتيبازة سطرت السلطات الولائية منذ ثلاث سنوات برنامجا كبيرا لحمايته من كارثة بيئية محتملة، تضمن إنجاز محطات لتصفية المياه القذرة والمستعملة وإعادة توجيهها لأغراض السقي أو استعمالها في مجالات أخرى. هذا البرنامج الذي توج مؤخرا باستلام محطة معالجة وتطهير المياه المستعملة ببلدية حجوط، بطاقة استيعاب تصل إلى 7 آلاف متر مكعب يوميا، وهو ما يعتبر تقدما ملحوظا في مشروع حماية ساحل الولاية. الذي خصصت له السلطات الولائية مبلغ ثلاثة ملايير دينار جزائري، في انتظار استلام محطة مماثلة بعاصمة الولاية قبل نهاية السنة الجارية، و17 محطة أخرى لجمع المياه المستعملة بعد إنجاز قنوات على طول 50 كيلو مترا،هذا مايسمح بوضع حد لظاهرة البحري الذي تعاني منه الولاية، خاصة بلدية بواسماعيل التي فقدت طابعها السياحي في السنوات القليلة الماضية وتحولت إلى مصب للنفايات والمياه التي تأتي من مختلف البلديات المجاورة، إضافة إلى تدفق مياه الصرف الخاصة بالوحدات الصناعية ما أدى لانتشار الروائح الكريهة. وصل التلوث البحري بسواحل تيبازة لمستويات قياسية تنبئ بالخطر، نظرا للتدفق الهائل لمياه الصرف المنزلية والصناعية نحو البحر، الأمر الذي أثر سلبا على المدخول السياحي للولاية، خاصة ببلديات بواسماعيل، فوكة، بوهارون، دواودة وخميستي، وهي البلديات التي خصصت لها ميزانية وصلت 661 مليون دينار جزائري بغرض إنجاز مجمع رئيسي لمياه الصرف الصحي مجهزة بمحطات الضخ. ------------------------------------------------------------------------ ساحل الولاية يستقبل نفايات أكثر من 12 مؤسسة صناعية ------------------------------------------------------------------------ لكن هذه المشاريع لا تزال متوقفة وترجعها مصادر من الديوان الوطني للتطهير إلى مديرية الري لولاية تيبازة التي سجلت تأخرا تقنيا في إنجاز المشاريع، منها محطة التطهير على مستوى بلدية بواسماعيل، حيث تم ربط المنازل بشبكة قنوات التطهير للحد من تدفق مياه الصرف الصحي المنزلية نحو البحر مباشرة، لكن أشغال إنجاز المحطة لا تزال متوقفة في الوقت الذي لايزال ساحل الولاية يستقبل كميات كبيرة من مياه الصرف المنزلية والصناعية لأكثر من 12 مؤسسة منذ عدة سنوات، الأمر الذي أثر سلبا على سلامة المحيط، حيث تحول الساحل إلى برك ومستنقعات كبيرة للمياه الملوثة الراكدة، بالإضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة من مسافات طويلة والتي أبعدت السياح والمصطافين هذه السنة عن شواطئ المنطقة المشهورة بصيد السمك. ------------------------------------------------------------------------ إنجاز أحواض لجمع النفايات بعيدا عن التجمعات السكانية ------------------------------------------------------------------------ وحسب التصريحات الأخيرة لمدير الري للولاية، فإن أشغال الربط بين القنوات والمحطة ستنطلق في أقرب الآجال، دون أن يحدد موعدا لذلك وفي الوقت الذي اقترح فيه عدد من المسؤولين بولاية تيبازة فتح أحواض لجمع المياه القذرة في انتظار انطلاق محطة التطهير، وذلك للحد من حدة التلوث الذي يعاني منه الساحل '' البواسماعيلي '' ، لكن الإشكال والتحدي الذي واجه السلطات الولائية هو إيجاد مكان للحوض بعيدا عن التجمعات السكانية، بحيث لايؤثر على المحيط، وضرورة إنجاز أحواض خاصة لجمع الفضلات الصناعية السائلة، في حين قامت مديرية البيئة بمراسلة الوحدات الصناعية الملوثة للامتثال لقوانين حماية البيئة وتهديدها في حالة عدم الالتزام بهذه القوانين. ولحد هذه الساعة لايزال ساحل الولاية يستقبل كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي التي تؤثر سلبا على سلامة البيئة البحرية،علما أن الكثافة السكانية للولاية تزيد عن 125 ألف نسمة، وهي مرشحة للارتفاع في الوقت الذي يتطلب فيه إنجاز مخطط لحماية الساحل الشرقي للولاية غلافا ماليا يزيد عن 653 مليون دينار جزائري. ومن جهة أخرى كشفت الزيارة التي قام بها وزير الري والموارد المائية للولاية مؤخرا أن تيبازة ستستفيد من محطة لمعالجة المياه القذرة بلغت تكلفتها 2 مليون دينار، حيث ستضمن المحطة تطهير مياه الصرف الصحي ل 70 ألف نسمة ببلديات كل من تيبازة، سيدي اعمر والناطور، في الوقت الذي تم وضع قنوات على مسافة 30 كلم مع إنجاز 8 محطات لضخ المياه، منها اثنان بكل من تيبازة وسيدي اعمر وثلاث محطات بشنوة ومحطة واحدة بسيدي موسى، وسيتم ربط هذه المحطات بمحطة معالجة المياه المستعملة بمنطقة شنوة قبل نهاية السنة الجارية. وينتظر من هذه المحطات أن تعمل على حماية الساحل الشرقي للولاية من كارثة بيئية، في حين خصص غلاف مالي إضافي بقيمة 300 مليون دينار لحماية المياه الجوفية لمنطقة مزفران، وذلك من خلال إنجاز قناة بطول 26 كيلومترا ومحطة لضخ وتجميع المياه، إضافة إلى مشروع تحويل واد الناظور نحو سد بوكردان في انتظار تخصيص برنامج مدروس لحماية الساحل الغربي للولاية من نفس المخاطر البيئية.