موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك همش دور الأعيان وفجر المدينة أفادت مصادر "البلاد" في منطقة "الڤرارة" بولاية غرداية بأن من أهم العوامل التي ساهمت في تأجج الأوضاع في المدينة هو انتشار الصفحات التي تحرض على الطائفية والشقاق بين التركيبة الاجتماعية، وهذا من خلال إنشاء العديد من الصفحات على موقع الفايسيوك تمارس دعاية ضد مختلف المكونات من خلال منظور طائفي واضح من عناونيها، والداعية الى الكراهية والعنف ضد باقي المكونات. وخلال اندلاع المواجهات العنيفة و«حرب الشوارع" مارست العديد من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي دور "الإعلام الحربي"، من خلال الحض على الاستمرار في أعمال العنف والاضرار بالمواطنين، والتباهي بالأعمال العدائية ضد سلامة الأشخاص والممتلكات. وحسب المصادر فإن ما ساهم في هذه "التعبئة" المتنافية مع قيم التعايش والتسامح التي عرفتها المنطقة منذ قرون، هو تراجع دور الأعيان الذين كان لهم دور مهم في فض النزاعات وحل جميع المشاكل التي تحصل من حين لآخر بصفتهم صوت العقل والحكمة، ففي الماضي كان هؤلاء "العقلاء" يفوضهم المجتمع الذي يعترف بسلطتهم ويذعن لقراراتهم، أما اليوم فقد أصبحوا معينين من طرف السلطة، لذلك قل تأثيرهم الاجتماعي وجعل الشباب لا يكترثون لأقوالهم. وطالب محدثونا من الڤرارة إن تلعب الشرطة الإلكترونية الجزائرية دورها في إغلاق هذه الصفحات الداعية الى الفتنة ومعاقبة الجهات التي تقف خلفها والساعية إلى ضرب النسيج الاجتماعي في المنطقة والتعايش الذي عرفته منذ قرون. هدوء حذر .. وتأهب أمني بعد أيام من متواصلة العنف عرفت مدينة القرارة هدوءا حذرا خلال الساعات الماضية، بعد انتشار قوات الأمن في كل مناطق التماس بين الأحياء، بعد أن أجبرتها المساحات الواسعة في المنطقة الى قضاء ساعات قبل أن تسيطر على الوضع، وهو السبب الذي كان حسب مصادر "البلاد" خلف التوتر الشديد خلال الأيام الأولى من المواجهات، معتبرة أن أي تراخ في فرض الأمن خلال هذه المرحلة من شأنه أن يرجع الاحتقان مرة أخرى الى الواجهة. وطالب الكثير من الأطراف في المنطقة بضرورة تقديم المتسببين في إثارة الفتنة الى العدالة ومحاسبتهم على دورهم في الدفع نحو المواجهات العرقية والطائفية، لكن من جانب آخر عبرت عن استيائها مما وصفتها ب«الاعتقالات الجماعية" والتي تم توقيف العشرات من أهل المنطقة. أكدت المصادر أن أغلبيتهم لم تشارك في التحريض على العنف ولا المشاركة فيه، داعية الى التريث في التدخلات واستهداف المتسببين في الفتنة. وحول مبادرات التهدئة والصلح التي تقوم بها فعاليات مختلفة، استبعدت مصادر "البلاد" نجاحها خلال الوقت الراهن، حيث يعتبر الحل الأمني هو الأكثر ترشيحا للنجاح، حتى تهدأ النفوس ويعود صوت العقل بعدما يدرك الجميع كيف احترقت مدينتهم الهادئة ووتعطلت مختلف نواحي الحياة بعد "الجنون" الذي شهدته في الأيام الماضية.