أفادت مصادر ل«البلاد" من مدينة الڤرارة في ولاية غرداية أن المدينة تحولت الى ساحة حرب شوارع حقيقية بعد انتقال المواجهات إلى داخل الأزقة بعد أن اكتفت قوات الأمن بالتمركز في الطرق الرئيسية وعدم انتشارها داخل الشوارع الفرعية نظرا للطبيعة الاجتماعية للمنطقة، حيث شهدت كرا وفرا بين طرفي النزاع الحاصل منذ ما يقارب الثلاثة أيام، حيث تحولت مباراة لكرة القدم بين فريقين محليين الى مشادات عنيفة تحولت فيما بعد الى أعمال عنف أدت الى إصابة ما يفوق 55 شخصا، حالة 5 منهم خطيرة، مع الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والتي تركزت أساسا في المنازل والمحلات التجارية حيث تعرض ما يقارب 60 منها للحرق والتخريب، خصوصا أن قوات الأمن لم تدخل داخل الأحياء ما حول كل نقاط التماس تشتعل بالمواجهات ودفع بالكثير من العائلات الى ترك منازلها والهروب الى وجهة أكثر أمنا خوفا من تعرضها لاعتداء مباغت. حالة العنف والفوضى التي تسود الى غاية الآن وتزداد تأزما مع مرور الوقت تعيد الى الواجهة، مجددا، حالة الاحتقان التي تعود الى ولاية غرداية من حين الى آخر، والأسباب التي تقف خلفها، خصوصا أنه قبل فترة زمينة وجيزة تغير فيها المزاج العام، حيث خرجت منطقة الڤرارة كلها من دون استثناء قبل أيام الى الشوارع ابتهاجا بفوز المنتخب الوطني وتأهله الى كأس العالم، حيث رفع كل من المالكية والإباضية الأعلام الوطنية ورددوا الأغاني الحماسية مع بعض، لكن الأمور انزلقت بين عشية وضحاها الى حرب شوارع بين السكان الذين عاشوا في جوار لمدة طويلة من الزمن. مصادر "البلاد" عزت عودة التأزم الى غرداية وفي منطقة الڤرارة بالخصوص الى من وصفهم ب«الخلاطين" الذين لم تحدد هويتهم، حيث نشروا الفوضى والاحتقان مستغلين التأخر في انتشار قوات الأمن في شوارع المدينة، حيث كان يمكن تجنب الكثير من الحوادث لو سارعت إلى تمركزها في مناطق التماس. وحسب المصادر فإن جهود التهدئة تواجه الكثير من المشاكل، أمام حالة الغضب الهسيتري الذي اجتاح قطاعات واسعة من المجتمع المحلي، داعية الدولة الى العمل أكثر من أجل بسط الأمن، مع تجنب الاعتقالات التي برأيهم ليست حلا ناجعا، حيث يفلت غالبا من الاعتقال.