من يتحمل مسؤولية الضحايا الذين لقوا حتفهم إثر سقوط مدرجات ملعب 5 جويلية؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن تدهور مدرجات الملعب بعد تقرير الخبرة الفنية بتهديم المدرجات؟ ولماذا تريد وزارة الشباب والرياضة طي ملف هذا الملعب دون إجراء أي تحقيق يكشف المتسببين في الوضع الكارثي الذي آل إليه أكبر مركب رياضي في الجزائر؟ لقد فضح التقرير النهائي الذّي أعده خبراء من الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء التابعة لوزارة السكن بخصوص مدرجات ملعب 5 جويلية الأولمبي، وزارة الشباب والرياضة بعدما أكدت النتائج النهائية للتحقيق حجم الإهمال الكبير الذي طال جوهرة المركبات الرياضية في بلادنا، فبعد مسلسل الفضائح الذي طال تغيير عشبه الطبيعي، ها هي قضية انهيار مدرجاته تقتل الأنصار في غياب أي رقابة أو محاسبة للجهات المسؤولة على تسيير هذا الملعب. وصدم الجمهور الجزائري بقرار هدم مدرجات ملعب 5 جويلية بسبب عدم سلامتها، في وقت لازالت فيه وزارة الشباب والرياضة تتهرب من تحمل مسؤولياتها تجاه هذا المركب كونها الجهة الوصية الأولى على تسيير القطاع في بلادنا، حيث جاء تقرير وزارة السكن ليفضح الإهمال الكبير الذي طال مدرجات الملعب بسبب غياب عوامل الصيانة والمراقبة في العشرية الأخيرة رغم تأثره بزلزال 2003 وكذلك التخريب الكبير الذي طاله بسبب شغب وعنف أنصار الأندية العاصمية على وجه الخصوص. علامات استفهام عديد تحوم حول تصريحات وزير الشباب والرياضة محمد تهمي بعد استبعاده لمسألة المحاسبة والمتابعة القضائية لتحديد الجهة المسؤولة عن انهيار مدرجات الملعب من جهة، وكأن بمعالي الوزير يريد فرض نظرية القضاء والقدر في حادثة وفاة مناصرين من اتحاد العاصمة على هامش آخر داربي عاصمي أمام المولودية إثر انهيار المدرج رقم 13 بتاريخ 21 سبتمبر الماضي. إن تقرير الخبرة الفنية الذي أعدته وزارة السكن بالتعاون مع شركة تركية كشف حجم الإهمال الكبير الذي طال هذه المنشأة الرياضية الهامة في بلادنا، فمنذ تدشينه سنة 1972 وإلى غاية اليوم لم تخضع مدرجات الملعب لأية عمليات صيانة أو ترميم، وكل ما خضع له عمليات تجميل مست المقاعد وأرضية الميدان التي كشفت مع مرور الوقت زيف كل هذه الترقيعات رغم الأغلفة المالية الضخمة التي خصصتها الدولة من أجل عملية تغيير العشب الطبيعي فقط. إن الجرائم التي ارتكبت في حق ملعب 5 جويلية 62، جراء التسيير الفاشل، ما هي إلا عينة صغيرة عن الفساد المسيطر على تسيير باقي الملاعب الوطنية، بدليل تواجد أغلب الملاعب مثل 19 ماي 56 بعنابة، وحملاوي بقسنطينة والعقيد لطفي بتلمسان... في ظروف لا تقل سوءا عن تلك التي يوجد عليها ملعب 5 جويلية، والدليل هو ملعب البليدة الذي بات الملعب الوحيد لاستضافة لقاءات المنتخب الوطني.