أكد وزير الشباب والرياضة السيد محمد تهمي، غداة وفاة مناصرين في انهيار جزء من المدرج رقم 13 بملعب 5 جويلية أول أمس السبت، خلال الداربي العاصمي الذي جمع فريقي اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، لحساب الجولة الخامسة لدوري المحترفين الجزائري أول أمس، أنه لن يتم تنظيم أي مباراة في هذا الميدان قبل الحصول على نتائج تقرير الخبرة النهائي. وقال البروفيسور تهمي على هامش لقاء مع إطارات وزارته حول موضوع الحكم الراشد من أجل الأداء إنه ”من غير المعقول أن يذهب أشخاص لمهرجان احتفالي ثم يتحول إلى مأتم”، مؤكدا على وجوب التحقيق في الأمر وتحديد المسؤوليات، وقال في هذا الشأن ”هناك ضحيتان، إنه أمر محزن وغير مقبول”. وفي سياق متصل، أكد الوزير ”أننا نعلم جيدا أنّ هذه الخرسانة عرضة للتقلبات الجوية ولم نسجل أي إشارة تنبئ بوقوع مثل هذا الحادث، لاسيما وأن الملعب خضع لترميمات معمقة قبل 10 سنوات بمناسبة احتضان الجزائر للألعاب العربية عام 2004”. وفيما يخص الإجراءات الفورية الواجب اتخاذها، أكد السيد تهمي، أنّ مصالح المراقبة التقنية للبناء شرعت يوم أمس في إجراء خبرة للموقع، وإن كان من الضروري غلق الملعب فورا فسيغلق. من جهتها، قررت إدارة الملعب الأولمبي، على لسان مديرها، السيد قارة، غلق هذا الملعب إلى غاية نهاية التحقيق في ملابسات هذا الحادث الخطير. فقبل 10 دقائق عن نهاية المباراة، وفي الوقت الذي كان فيه أنصار اتحاد العاصمة يقفزون معبرين عن فرحتهم بفوز فريقهم على مولودية الجزائر بهدف مقابل صفر، انهار جزء من المدرجات العلوية لملعب 5 جويلية، وبالضبط المدرج رقم 13، الذي غصّ بالمناصرين من جانب الفريقين، فقد تسبب قفز المناصرين في ثقب عرضه حوالي مترين، ليسقط أربعة منهم في رواق الملعب، من علو يزيد عن 12 مترا، ورغم سرعة تدخل أعوان الحماية المدنية لإسعاف الضحيتين، إلا أن أحد المناصرين المدعو سفيان عزيب لفض أنفاسه الأخيرة ساعات قليلة بعد نهاية اللقاء، بعد خضوعه لعملية جراحية على مستوى الرأس، في حين لقي المناصر الثاني المدعو سيف الدين، مصرعه في الساعات الأولى من صباح أمس متأثرا بالجروح التي أصيب بها، كما أصيب مناصران آخران بجروح متفاوتة الخطورة. وقد فتح تحقيق من أجل معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الحادث، الذي يضاف إلى سلسلة الحوادث التي أصبح المناصرون عرضة لها في مختلف الملاعب والتي تحصد دائما أرواح شباب، ذنبهم الوحيد أنهم يحبون نواديهم وأنهم أوفياء لها. كما تم تسجيل وفاة مناصر آخر خارج الملعب يدعى سيدعلي، بعد تلقيه طعنة خنجر. هذه الحوادث تدل على الإهمال الكبير لهذه الملاعب، حيث تعود آخر مرة تمت فيها عملية مراقبة الملعب إلى سنة 2003 أي قبل عشر سنوات كاملة، ولم تقم الجهات المسؤولة آنذاك سوى بتدعيم هذا الجزء من المدرجات الذي كان متهرئا، ومنذ ذلك الحين لم تقم إدارة المركب بإجراء عمليات مراقبة دورية خاصة لحالة المدرجات.
عائلتا الضحيتين ستعوضان وفق القانون أكد مدير المركب الأولمبي محمد بوضياف، أن عائلتي الضحيتين ستعوضان حسبما يمليه القانون، علما أن مشجعين لاتحاد العاصمة قد سقطا أرضا من علو 12 مترا، إثر انهيار جزء من المدرج رقم 13 بملعب 5 جويلية خلال المباراة توفي أحدهما بعين المكان، قبل أن يلحق به الثاني صباح يوم أمس بالمستشفى متأثرا بجراحه الخطيرة. وأرجع السيد قارة سبب حدوث هذا الانهيار، إلى العدد الزائد من المناصرين على هذا الجزء من الملعب أدى إلى وقوع الحادث. وقال في هذا الشأن ”خبراء المراقبة التقنية للبناء بدأوا أمس التحقيق في الموضوع، وإذا تطلب الأمر إغلاق الملعب بوجه المنافسات فسنفعل”. وكان مقررا أن يتم إغلاق الملعب هذا الموسم لإجراء عمليات ترميم لأرضيته، قبل أن يتقرر لاحقا تأجيل العملية.